الأربعاء، 28 أكتوبر 2009

أولآ :- الحاميون :- 1- أبناء مصرايم (ب) الفلسطينيون .


الصورة من معبد مدينة حابو - الكرنك / مصر
www.biblicalg.blogspot.com  الموقع الأنجليزى المقابل وفيه ثبت للمراجع المذكورة بأرقامها.
   
يؤرخ الكتاب لنشأة هذا الشعب فى سفر عاموس٩  عدد ٧
  
حيث يقول "ألستم لى كبنى الكوشيين يابنى إسرائيل يقول الرب ، ألم أُصـــعِدُ إسرائيل من"أرض مصر" والفلسطينيون من "كفتور"( أى جزيرة كريت حاليآ) والأراميون من "قير".
ويؤكد الأثريون أن الموطن الأصلى لهؤلاء كان فى آســـــيا الصغرى عند بحر إيجة ثم انحدروا من هناك الى جزيرة"كفتور"، هم وأبناء عمومتهم "الكفتـــــوريون"، لكن لسبب ما عبر هؤلاء البحر ليستوطنوا شرق البحر المتوسط الحالى ، إلى جوار أبناء عمومتهم كذلك من المصريون .
وفى المتحف البريطانى9* يوجد ذلك النص فى البرديات التى أطلق عليها اسم " برديــــات هاريس العظيم".
ومصدر هذه البرديات هو مدينة "حابو" فى "الكرنك" التابعة  ل "الأقصر" ومن هذا المعبد كانت الصورة الموجودة أعلى هذا النص ، وتعود للفترة ما بين ١٢٠٠ : ١١٧٦ ق.م.
لقد كان  "هيرودوتس"10* هو أول من أطلق عليهم أسم"بلايستينا" وهى التسمية التى إعتــــمدها الرومان فيما بعد.
 والتوراة كذلك تطلق عليهم اسم " الفلسطينيون"، وهم شعب متميز له عادته وتقالــيده، وديانته التى تختلف تمامآ عن ديانة بنى أسرائيل، لكن المتتبع للآثار يلاحظ أن هذه الديانة كانت شـــــبيهة بديانة المصريين
 حيث تم العثور على بعض تماثيل الآلهة المصرية، وبعض النقوش الجدارية التى تفيد قــيامهم بطقوس شديدة الشبه بطقوس العبادات المصرية .
ليس ذلك فحسب ، وإنما كان من بين الآثار التى عثر عليها فى "باب الضهرا"11*   حيــث وجــدوا مقبرة لفلسطينى مدفون ومعه بعض الفخاريات الخاصة به، مع أدواته الخاصة على النـــــحو الذى يشير بامتداد عقيدة البعث التى كانت لدى المصريون للفلسطينيون.
 فى مواضع مختلفة فى العهد القديم تجد هناك تسمية أخرى لهؤلاء وهى اسم "عمــــــــــــاليق"أو العمالقة.
 
راجع تكوين ١٤  عدد ٧
 7
ثُمَّ رَجَعُوا وَجَاءُوا إِلَى عَيْنِ مِشْفَاطَ الَّتِي هِيَ قَادِشُ. وَضَرَبُوا كُلَّ بِلاَدِ الْعَمَالِقَةِ، وَأَيْضًا الأَمُورِيِّيــنَ السَّاكِنِينَ فِي حَصُّونَ تَامَارَ
وتكوين ٢٠ : ١
 
وَانْتَقَلَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ هُنَاكَ إِلَى أَرْضِ الْجَنُوبِ، وَسَكَنَ بَيْنَ قَادِشَ وَشُورَ، وَتَغَرَّبَ فِي جَرَارَ.
 وتكوين ٢٦ : ١٨ ، ١٩
 فَعَادَ إِسْحَاقُ وَنَبَشَ آبَارَ الْمَاءِ الَّتِي حَفَرُوهَا فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ أَبِيهِ، وَطَمَّهَا الْفِلِسْطِـــــينِيُّونَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهِ، وَدَعَاهَا بِأَسْمَاءٍ كَالأَسْمَاءِ الَّتِي دَعَاهَا بِهَا أَبُوهُ
وَحَفَرَ عَبِيدُ إِسْحَاقَ فِي الْوَادِي فَوَجَدُوا هُنَاكَ بِئْرَ مَاءٍ حَيٍّ.
وفى صموئيل الأول١٧ : ٤
فَخَرَجَ رَجُلٌ مُبَارِزٌ مِنْ جُيُوشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ اسْمُهُ جُلْيَاتُ، مِنْ جَتَّ، طُولُهُ سِتُّ أَذْرُعٍ وَشِبْرٌ،
 
يقول عن "جليات" "طوله ست أذرع وشبر"
 وفى صموئيل الأول ٣٠ : ١  
وَلَمَّا جَاءَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ إِلَى صِقْلَغَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، كَانَ الْعَمَالِقَةُ قَدْ غَزَوْا الْجَنُوبَ وَصِقْلَغَ، وَضَرَبُوا صِقْلَغَ وَأَحْرَقُوهَا بِالنَّارِ،
يقول "كان العمالقة قد غزوا الجنوب" فلقد شكك بعض المحدثين فى هذه الأنباء بناء على أستحالة وجود مثل هؤلاء الأقوام بالمواصفات التى يصفها بهم الكتاب ، ولكن فى الأبحاث الأثرية الحـــديثة وجدنا ما يؤيد ذلك من خلال الهياكل العظمية لهؤلاء العمالقة.

قارن بين حجم الجمجمة ( تحت المربع المرسوم على الصورة ) وحجم الباحثون من حولها



جمجمة لعماليقى أمام الباحث المكتشف لها

الأبحاث الأثرية لكشف اثار الهياكل العظمية لشعب الفلسطينيين العمالقة

قارن بين حجم الرجل وحجم الهيكل العظمى للعماليقى

وفى قصة" داود" الموجودة فى سفر صموئيل الأول ١٧ : ١ - ١١ 
وَجَمَعَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ جُيُوشَهُمْ لِلْحَرْبِ، فَاجْتَمَعُوا فِي سُوكُوهَ الَّتِي لِيَهُوذَا، وَنَزَلُوا بَيْنَ ســــــــــُوكُوهَ وَعَزِيقَةَ فِي أَفَسِ دَمِّيمَ.
وَاجْتَمَعَ شَاوُلُ وَرِجَالُ إِسْرَائِيلَ وَنَزَلُوا فِي وَادِي الْبُطْمِ، وَاصْـــــــطَفُّوا لِلْــــحَرْبِ لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ.
وَكَانَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وُقُوفًا عَلَى جَبَل مِنْ هُنَا، وَإِسْرَائِيلُ وُقُوفًا عَلَى جَبَل مِنْ هُنَاكَ، وَالْوَادِي بَيْنَهُمْ.
 
فَخَرَجَ رَجُلٌ مُبَارِزٌ مِنْ جُيُوشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ اسْمُهُ جُلْيَاتُ، مِنْ جَتَّ، طُولُهُ سِتُّ أَذْرُعٍ وَشِـــــــــــبْرٌ،
وَعَلَى رَأْسِهِ خُوذَةٌ مِنْ نُحَاسٍ، وَكَانَ لاَبِسًا دِرْعًا حَرْشَفِيًّا، وَوَزْنَ الْدِّرْعِ خَمْسَةُ آلاَفِ شَــاقِلِ نُحَاسٍ،
وَجُرْمُوقَا نُحَاسٍ عَلَى رِجْلَيْهِ، وَمِزْرَاقُ نُحَاسٍ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، 7وَقَنَاةُ رُمْحِهِ كَنَوْلِ النَّسّــــــَاجِينَ، وَسِنَانُ رُمْحِهِ سِتُّ مِئَةِ شَاقِلِ حَدِيدٍ، وَحَامِلُ التُّرْسِ كَانَ يَمْشِي قُدَّامَهُ.
فَوَقَفَ وَنَادَى صُفُوفَ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تَخْرُجُونَ لِتَصْطَفُّوا لِلْحَرْبِ؟ أَمَا أَنَا الْفِلِسْــــــطِينِيُّ، وَأَنْتُمْ عَبِيدٌ لِشَاوُلَ؟ اخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمْ رَجُلاً وَلْيَنْزِلْ إِلَيَّ.
 
فَإِنْ قَدَرَ أَنْ يُحَارِبَنِي وَيَقْتُلَنِي نَصِيرُ لَكُمْ عَبِيدًا، وَإِنْ قَدَرْتُ أَنَا عَلَيْهِ وَقَتَلْتُهُ تَصِيرُونَ أَنْتُـــمْ لَنَا عَبِيدًا وَتَخْدِمُونَنَا.
وَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّ: "أَنَا عَيَّرْتُ صُفُوفَ إِسْرَائِيلَ هذَا الْيَوْمَ. أَعْطُونِي رَجُلاً فَنَتَحَارَبَ مَعًا" .
 
وَلَمَّا سَمِعَ شَاوُلُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ كَلاَمَ الْفِلِسْطِينِيِّ هذَا ارْتَاعُوا وَخَافُوا جِدًّا.
ولقد دلت الأبحاث فى "خربة الموكينا"12* وهو أحد المواقع الآثرية التى تتفق مع موقع مـــــدينة "عقرون" القديمة المذكورة فى الكتاب فى سفر يشوع ١٥  عدد١١
وَخَرَجَ التُّخُمُ إِلَى جَانِبِ عَقْرُونَ نَحْوَ الشِّمَالِ وَامْتَدَّ التُّخُمُ إِلَى شَكْرُونَ وَعَبَرَ
جَبَلَ الْبَعَلَةِ وَخَرَجَ إِلَى يَبْنِئِيلَ. وَكَانَ مَخَارِجُ التُّخُمِ عِنْدَ الْبَحْرِ.حيث اسفرت الأبحاث فيها عن وجود آثار لمدينة تم إنشاؤها فى العصر الحديدى وكانت حوائـــطها تحيط بأرضِ تبلغ مساحتها ٤٠أكر (أى) حوالى 161880 مترآ مربعآ .
وأن حجم هذه المدينة كان يبلغ ضعف حجم "مجدو"، و مرتين ونصف حجم "لاخيش".
 لقد كانت لهم خمسة مدن وقت حكم ملوك بنى إسرائيل وهى غزة - أشقلون – جـــــــت - عقرون - أشدود. 
هذه المدن هى التى شهدت أطول فترة من فترات التاريخ التى تمتع فيها الفلسطينيون بقدر كـــــبير من الإستقرار.
أما بنى عمومتهم من المصريون"13*فقد أطلقوا على" الفلسطينيون" أسم "شعـــــــــــب البحر" وسجلوا فى آثارهم أن هؤلاء طردوا من الجزيرة التى كانوا يقطنون فيها مقابل آسيا الصـــــــــغرى بواســــــــطة "دوريانوس" وأنهم حاربوا أقوامآ كثيرين فى محاولة منهم لأيجاد وطن بديل لهــــم ومن بيـن هؤلاء كان"الحيثيون" الذين هُزِمُوا أمامهم وإستولى الفلسطينيون على عاصمـــــــــتهم واستمر تقدمهم نحو "مصر".
وتسجل الآثار فى 14معبد الكرنك*  صورة صعود المصريون على سلالم وضعت على جـدران قلعة "اشقلون" حيث تحصن الفلسطينيون وأنهم أى المصريون قد أمطروا أهل " أشقلون"(عـسقلان) من قوق أسوار هذه القلعة بالسهام فى عصر "رمسيس الثانى" ١٢٨٠  ق.م .
أما" رمسيس الثالث" فيذكر التاريخ والنقوش الآثرية على أنه خاض ضدهم حربآ ضروسآ وتوغل فى أراضيهم وبنى معبدآ للأله "بتاح حتب" فى "اشقلون". وفى العام الخامس لمُلــــكِهِ أى حوالى عام ١١٧٠  ق.م وصل كذلك الى "فينيقية" شمالآ .
ولكن الناريخ كذلك النقوش لم يستخدمان التعبير "أخضــــــعهم" وإنما التعبير "اتعــــــبهم" فهذه الحروب لم يكن القصد منها إخضاع هذه الممالك الفلسطينية لحكم المصريين وإنما كـــانت نوع من التأديب على تجاوزاتهم ، ولكن نظرآ لصعوبة تضاريس المنطقة ووعورتها بين التـــلال والبحر لم يهتم كثيرآ المصريون من الأستمرار فى التواجد هناك ، ألا أن تأثيرات الحضارة الفرعونية صارت واضحة فى الآثار التى عثر عليها الباحثون هناك .
 وتفيد الأبحاث الأثرية فى "تل الحاسى"15* عام ١٩٧٠أن الفلسطينيون كانوا منواجـــدون بكثرة هناك ، وأنهم برعوا فى التعدين ويبدو أن هذا هو سر التفوق على بنى إسرائيل فى تلك الفترة ، بل وسبب الصراع الحقيقى بينهم فى نفس الوقت ، لأن الإسرائيليون كانوا يحتاجون للأدوات المعدنية التى كانوا لا يعرفون سر صناعتها , وأن مغالاة الفلسطينيون فى السماح لهم بالحصــــــــول عليها كانت وفق شروط صعبة كما سيتضح عند حديثنا عن بنى إسرائيل ( فى الجزء الثالث) ، والآثـــــار التى وُجِدَتْ لهم هناك كانت عبارة عن ســـيوف من النحاس أو البرونز ويشهد الكتاب المقدس لهم لتفوقهم فى هذه الصناعة .
 
راجع صموئيل الأول ١٣  عدد١٩ - ٢٢
 
وَلَمْ يُوجَدْ صَانِعٌ فِي كُلِّ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ قَالُوا: «لِئَلاَّ يَعْمَلَ الْعِبْرَانِيُّونَ ســـــــَيْفًا أَوْ
رُمْحًا ، بَلْ كَانَ يَنْزِلُ كُلُّ إِسْرَائِيلَ إِلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِيُحَدِّدَ كُلُّ وَاحِدٍ سِكَّتَهُ وَمِنْجَلَهُ وَفَأْسَــــهُ وَمــِعْوَلَهُ 
عِنْدَمَا كَلَّتْ حُدُودُ السِّكَكِ وَالْمَنَاجِلِ وَالْمُثَلَّثَاتِ الأَسْنَانِ وَالْفُؤُوسِ وَلِتَرْوِيسِ الْمَنَاسِيسِ.
 
وَكَانَ فِي يَوْمِ الْحَرْبِ أَنَّهُ لَمْ يُوجَدْ سَيْفٌ وَلاَ رُمْحٌ بِيَدِ جَمِيعِ الشَّعْبِ الَّذِي مَعَ شَـــاوُلَ وَمَعَ يــُونَاثَانَ. عَلَى أَنَّهُ وُجِدَ مَعَ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ ابْنِهِ.
إلا أنهم تم إجبارهم عند تنامى قوة شعب بنى إسرائيل على العيش فى المدن الجــبلية  بحلول القرن الحادى عشر قبل الميلاد ، بعد عدة صراعات بينهم وبين الإسرائيليين والمصريين والحيثيين .
 وبنهاية عصر الملوك وأحداث السبى ، لم يعد هناك ذكر لهذا الجنس بين الأمـم الذين على ما يبدو تمت إبادتهم وذابت بقيتهم فى الشعوب الأخرى.
ولكن الذى أعاد لهذا الأسم تواجده ، الرومان من بعد ذلك ، الذين فضلوا إطلاق التسمية التى تبناها "هيرودتس".
 وشجعهم على ذلك أن من وراء هذه التسمية شعب لا وجود له فلا يمكن أن يُطــــــــــــالب فيما بعد بالإستقلال عن رومية . 
لكن هذا لم يجعل بنى إسرائيل يستسلمون ، فكانت حروب المكابيين بينهم وبين الرومان ســــــِجالآ حتى حل عام ٧٠  ميلادية و تم طرد بنى إسرائيل.
وصار اسم "الفلسطينيون" يُطلَق على سكان الأرض أنهم فلسطينيون  ، مع أنهم ليســـــــــــوا هم الفلسطينيون المذكورين فى العهد القديم.
بل أنسال جُملة من شعوب الأرض ، الذين كان يعيش أجدادهم مع أجداد الفلسطينيين والإسرائيليين الأوائل ،  يغلُبُ عليهم "الأدوميون" الذين كانت "رومية" تعتمد عليهم فى إدارة البلاد قبل طــــرد اليهود ومن بعد ذلك ولعله كان من أبرز هؤلاء " هيرودوس " وأسرته التى حكم نسله من بــــعده عرش الولاية على كافة المقاطعات الإسرائيلية أثناء فترة الحكم الرومانى .
أما المصريون وهم أبناء عمومة الفلسطينيون القدماء ( شعب البحر ) فسوف نتحدث عنهم فى
  الجزء الثانى  

---------------
المراجع
9*- www.gutenberg.org/file/15932/15932-h/15932-h.htm   
10*-
A.Reifenberg,"The Struggle Between The Desert and The Sown in the Levant,1956;).
*11-"H.Th.Frank"., "The Archeological Companion to the Bible ",Pages 49,53,268, 1971.
12*-
"H.Th. Frank" , "The Archeological Companion to the Bible" , page 88.
*13- " The New Bible Dectionary " , "Palestine".
*14-J.A Wilson" ," Burden of Egypt ".
*15-
H,Th. Frank" , "An Archeological Companion to the Bible",pages 18,72,88,94,156.                                         د. ق.جوزيف المنشاوى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق