الاثنين، 22 أغسطس 2011

ثانيآ :- الساميون (1) - العمونيون

مومياوات عين غزال العمونية
المراجع أسفل البحث
------------------------------


هم نسل  لوط ابن شقيق ابراهيم من إبنته الصــــــغرى فقد سكر عقب خروجه من أرض ســـــــدوم وعمورة وارتكب الفحشاء مع ابنتيه الكبــرى والصـغرى ، فأنجبتا  موآب  و بن عمى  وهو جد هذا الشعب  تكوين ١٩  : ٣٨
 
38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضًا وَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ.
 
وقد إبتدأ هذا الشـــعب من "صـــوغر" تلك المدينة التى لجأ أليها "لـوط" عند هروبه الشهير من خراب أو حريق "سدوم وعمورة" .
وبذلك يكون "العمونيـــــــــــون" أقاربآ لبنى إسرائيل ويتضح ذلك من أوامر التوراة التى تحث بنى إسرائيل على التعامل معهم بلطف  راجع تثنية ٢٠  : ١٩
 
إِذَا حَاصَرْتَ مَدِينَةً أَيَّامًا كَثِيرَةً مُحَارِبًا إِيَّاهَا لِتَأْخُذَهَا، فَلاَ تُتْلِفْ شَجَرَهَا بِوَضْعِ فَأْسٍ عَلَيْهِ. إِنَّـــكَ مِنْهُ تَأْكُلُ. فَلاَ تَقْطَعْهُ. لأَنَّهُ هَلْ شَجَرَةُ الْحَقْلِ إِنْسَانٌ حَتَّى يَذْهَبَ قُدَّامَكَ فِي الْحِصَارِ؟    
وقد غزا العمونيون فى تاريخ مبكر وادى الزمزميين حيث كانت تمتـلكه إحدى القبائل الوافــــدة من الجزيرة العربية وكان يطلق على هذه القبائل إسم  زمزميين أو زوزيين راجع تكوين١٤ : ٥
 5وَفِي السَّنَةِ الرَّابِعَةَ عَشَرْةَ أَتَى كَدَرْلَعَوْمَرُ وَالْمُلُوكُ الَّذِينَ مَعَهُ وَضَرَبُوا الرَّفَائِيِّينَ فِي عَشـــــْتَارُوثَ قَرْنَايِمَ، وَالزُّوزِيِّينَ فِي هَامَ، وَالإِيمِيِّينَ فِي شَوَى قَرْيَتَايِمَ .
(وفى)  تثنية ٣  : ١١
إِنَّ عُوجَ مَلِكَ بَاشَانَ وَحْدَهُ بَقِيَ مِنْ بَقِيَّةِ الرَّفَائِيِّينَ. هُوَذَا سَــرِيرُهُ سَرِيرٌ مِنْ حَدِيدٍ. أَلَيْسَ هُوَ فِي رَبَّةِ بَنِي عَمُّونَ؟ طُولُهُ تِسْعُ أَذْرُعٍ، وَعَرْضُهُ أَرْبَعُ أَذْرُعٍ بِذِرَاعِ رَجُل.
(وفى)  يشوع١٥  : ٨ 
8وَصَعِدَ التُّخُمُ فِي وَادِي ابْنِ هِنُّومَ إِلَى جَانِبِ الْيَبُوسِيِّ مِنَ الْجَنُوبِ، هِيَ أُورُشَلِيمُ . وَصَعِدَ التُّـخُمُ إِلَى رَأْسِ الْجَبَلِ الَّذِي قُبَالَةَ وَادِي هِنُّومَ غَرْبًا، الَّذِي هُوَ فِي طَرَفِ وَادِي الرَّفَائِيِّينَ شِمَالاً.
وكذلك فى  صموئيل الثانى ٢١  : ١٦
 
وَيِشْبِي بَنُوبُ الَّذِي مِنْ أَوْلاَدِ رَافَا، وَوَزْنُ رُمْحِهِ ثَلاَثُ مِئَةِ شَاقِلِ نُحَــــــاسٍ وَقَدْ تَقَلَّدَ جَدِيدًا، افْتَكَرَ أَنْ يَقْتُلَ دَاوُدَ. ( وفى عدد 18 من نفس الأصحاح ) 
ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ كَانَتْ أَيْضًا حَرْبٌ فِي جُوبَ مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. حِينَئِذٍ سَبْكَايُ الْحُوشِيُّ قَتَلَ سَـــافَ الَّذِي هُوَ مِنْ أَوْلاَدِ رَافَا ( وفى العدد العشرين ).
وَكَانَتْ أَيْضًا حَرْبٌ فِي جَتَّ، وَكَانَ رَجُلٌ طَوِيلَ الْقَامَةِ أَصَابعُ كُلّ مِنْ يَدَيْهِ سِتٌّ، وَأَصَــــــــــابعُ كُلّ مِنْ رِجْلَيْهِ سِتٌّ، عَدَدُهَا أَرْبَعٌ وَعِشْرُونَ، وَهُوَ أَيْضًا وُلِدَ لِرَافَا. (وفى العدد الثانى والعشرين)
هؤُلاَءِ الأَرْبَعَةُ وُلِدُوا لِرَافَا فِي جَتَّ وَسَقَطُ وا بِيَدِ دَاوُدَ وَبِيَدِ عَبِيدِهِ.

والجدير بالذكر أن الزمزميون و الرفائيون *١9 كانوا من العرب الرُحَّــــل الذين إرتحلوا من البادية جنوبآ حيث شبه الجزيرة العربية ، المكان الذى سكن فيه جنس العرب اليقطاميون ، ثم إرتحــــــلوا لفترة من الزمان ليعيشوا فى المنطقة المعروفة حاليآ بإسم الأردن عند صحـــــــــراء النقب وجنوب غرب سوريا ، ومعنى تسميتهم بلفب "الزمزميين" هو توصــيف لسلوكــــهم ونطقــــــهم للحروف الهجائية حيث كانوا يزمون الشفاه فى بعض الحروف على خلاف ما تعود الآرامــيون والعـبرانيون وقد كانت اللغات الثلاث فى طور نشأتها وتطورها وتمايزها كما أنها تعنى فى اللغة العربيــــة معنى  الهامسين أو المدمدمين ( دمدم أى تذمر بهمس فى القاموس العربى ) وكان رحيلــــــــــهم إلى هذه المنطقة فى تاريخ سابق على عهد إبراهيم ، وقد تركوا آثارآ دلت على وجودهم التاريخى الســــابق على هذا العهد قبل عودتهم إلى ديارهم عند "بئر الزمزميين" فى الجزيرة العربية ، وهم على وجه العموم يعودون فى تسلسل أنسابهم إلى  اليقطانيون وهم من عرب جنوب الجزيرة العربية.
ويقع وادى الزمزميين  بين أرنون  و يبوق.
 (راجع)  تثنية ٢  : ٢٠ ، ٢١
هِيَ أَيْضًا تُحْسَبُ أَرْضَ رَفَائِيِّينَ. سَكَنَ الرَّفَائِيُّونَ فِيهَا قَبْلاً، لكِنَّ الْعَمُّونِيِّينَ يَدْعُونَهُمْ زَمْزُمِيِّينَ.
 شَعْبٌ كَبِيرٌ وَكَثِيرٌ وَطَوِيلٌ كَالْعَنَاقِيِّينَ، أَبَادَهُمُ الرَّبُّ مِنْ قُدَّامِهِمْ، فَطَرَدُوهُمْ وَسَكَنُوا مَكَانَهُمْ.
و( فى نفس الأصحاح عدد 37 ) وَلكِنَّ أَرْضَ بَنِي عَمُّونَ لَمْ نَقْرَبْهَا. كُلَّ نَاحِيَةِ وَادِي يَبُّـــــوقَ وَمُدُنَ الْجَبَلِ وَكُلَّ مَا أَوْصَى الرَّبُّ إِلهُنَا (وفى الأصحاح الثالث العدد الحادى عشر) إِنَّ عُـــــوجَ مَلِكَ بَاشَانَ وَحْدَهُ بَقِيَ مِنْ بَقِيَّةِ الرَّفَائِيِّينَ. هُوَذَا سَرِيرُهُ سَرِيرٌ مِنْ حَدِيدٍ. أَلَيْسَ هُوَ فِي رَبَّةِ بَنِي عَمُّـــــونَ؟ طُولُهُ تِسْعُ أَذْرُعٍ، وَعَرْضُهُ أَرْبَعُ أَذْرُعٍ بِذِرَاعِ رَجُل.
   وفيما بعد أخذ "الأموريون" جزءآ من هذا الوادى ، ثم نزحوا ألى الضفة الشــــرقية لنهر يبوق

 سفر العدد ٢١  :٣٤   
  فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «لاَ تَخَفْ مِنْهُ لأَنِّي قَدْ دَفَعْتُهُ إِلَى يَدِكَ مَعَ جَمِيعِ قَوْمِهِ وَأَرْضِهِ، فَتَفْــــعَلُ بِهِ كَمَا فَعَلْتَ بِسِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ السَّاكِنِ فِي حَشْبُونَ».
 ، تثنية ٢  : ٣٧  
  وَلكِنَّ أَرْضَ بَنِي عَمُّونَ لَمْ نَقْرَبْهَا. كُلَّ نَاحِيَةِ وَادِي يَبُّوقَ وَمُدُنَ الْجَبَلِ وَكُلَّ مَا أَوْصَى الــــرَّبُّ إِلهُنَا.
، يشوع ١٢  : ٢
  سِيحُونُ مَلِكُ الأَمُورِيِّينَ السَّاكِنُ فِي حَشْبُونَ، الْمُتَسَلِّطُ مِنْ عَرُوعِيرَ الَّتِي عَلَى حَــــافَةِ وَادِي أَرْنُونَ وَوَسَطِ الْوَادِي وَنِصْفِ جِلْعَادَ إِلَى وَادِي يَبُّوقَ تُخُومِ بَنِي عَمُّونَ .
 ،١٣  : ١٠   وَجَمِيعَ مُدُنِ سِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ الَّذِي مَلَكَ فِي حَشْبُونَ إِلَى تُخُمِ بَنِي عَمُّــــــــونَ.
 ، ٢٥   فَكَانَ تُخُمُهُمْ يَعَزِيرَ وَكُلَّ مُدُنِ جِلْعَادَ وَنِصْفَ أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ إِلَى عَرُوعـــِيرَ الَّتِي هِيَ أَمَامَ رَبَّةَ،

 ، قضاة١١   : ١٣   فَقَالَ مَلِكُ بَنِي عَمُّونَ لِرُسُلِ يَفْتَاحَ: «لأَنَّ إِسْرَائِيلَ قَدْ أَخَذَ أَرْضِي عِنْدَ صُــعُودِهِ مِنْ مِصْرَ، مِنْ أَرْنُونَ إِلَى الْيَبُّوقِ وَإِلَى الأُرْدُنِّ. فَالآنَ رُدَّهَا بِسَلاَمٍ».
، ٢٢   فَامْتَلَكُوا كُلَّ تُخْمِ الأَمُورِيِّينَ مِنْ أَرْنُونَ إِلَى الْيَبُّوقِ وَمِنَ الْقَفْرِ إِلَى الأُرْدُنِّ. 
إلا أن العمونيون مثل سائر الشعوب آنذالك ، كانوا مهتمين بالبناء وإكتشف الأثريون*20القــــــلاع حول مدنهم ، وهذا الوصف انطبق عليهم كذلك فى الكتاب المقدس أنظر سفر العدد ٢١  : ٢٤
 فَضَرَبَهُ إِسْرَائِيلُ بِحَدِّ السَّيْفِ وَمَلَكَ أَرْضَهُ مِن أَرْنُونَ إِلَى يَبُّوقَ إِلَى بَنِي عَمُّونَ. لأَنَّ تُخُمَ بَنِي عَمُّونَ كَانَ قَوِيًّا. 
 
حيث يقول "لأن تخم ( أى حدود ) بنى عمون كان قويآ" . 
وفى وقت خروج بنى أسرائيل من أرض مصر بهدف الرجوع لأرض كنعان موطن آبائــهم منذ أيام إبراهيم لم يرغبوا فى مهاجمتهم تنفيذآ لأوامر الله لهم .
تثنية٢  : ١٩
فَمَتَى قَرُبْتَ إِلَى تُجَاهِ بَنِي عَمُّونَ، لاَ تُعَادِهِمْ وَلاَ تَهْجِمُوا عَلَيْهِمْ، لأَنِّي لاَ أُعْطِيكَ مِنْ أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ مِيرَاثًا، لأَنِّي لِبَنِي لُوطٍ قَدْ أَعْطَيْتُهَا مِيرَاثًا.
، ٣٧
وَلكِنَّ أَرْضَ بَنِي عَمُّونَ لَمْ نَقْرَبْهَا. كُلَّ نَاحِيَةِ وَادِي يَبُّوقَ وَمُدُنَ الْجَبَلِ وَكُلَّ مَا أَوْصَــــــى الرَّبُّ إِلهُنَا.
، قضاة١١ : ١٥  
وَقَالَ لَهُ: «هكَذَا يَقُولُ يَفْتَاحُ: لَمْ يَأْخُذْ إِسْرَائِيلُ أَرْضَ مُوآبَ وَلاَ أَرْضَ بَنِي عَمُّونَ.   
لكن "العمونيون" إتحدوا مع "الموآبيون" أبناء عمومتهم  كذلك مع بنو "عيسو" الملقب بلقــب "أدوم" جد "الأدوميون" فأستأجروا "بلعام بن بعور" وقد كان ذلك الرجل يعمل بالسحر وكـــــان مشهورآ فى تلك الأيام ، لكى يلعن شعب بنى إسرائيل أو بمعنى أدق يستخدم سحره لأعاقتهم.
 
تثنية ٢٣  : ٣ -  ٦
لاَ يَدْخُلْ عَمُّونِيٌّ وَلاَ مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الْجِيلِ الْعَاشِرِ لاَ يَدْخُلْ مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلَى الأَبَدِ،
مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ لَمْ يُلاَقُوكُمْ بِالْخُبْزِ وَالْمَاءِ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ، وَلأَنَّهُمُ اسْتَأْجَرُوا عَلَيْكَ بَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ مِنْ فَتُورِ أَرَامِ النَّهْرَيْنِ لِكَيْ يَلْعَنَكَ.  وَلكِنْ لَمْ يَشَإِ الرَّبُّ إِلهُكَ أَنْ يَسْمَعَ لِبَلْعَامَ، فَحَوَّلَ لأَجْلِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ اللَّعْنَةَ إِلَى بَرَكَةٍ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ قَدْ أَحَبَّكَ.  لاَ تَلْتَمِسْ سَلاَمَهُمْ وَلاَ خَيْرَهُمْ كُلَّ أَيَّامِكَ إِلَى الأَبَدِ.   
 ومن أجل هذه الحادثة التى دبرها ملكى عمون وموآب حرمهم الله من الدخول لرعوية شـــعب بنى أسرائيل حتى الجيل العاشر بينما أباحها للأدوميون حتى الجيل الثالث فقط تمامآ كما فعل مــــــــــع المصريون
وكانت عاصمة بنو عمون "ربة عمون" وهى التى صارت فيما بعد "عمـــان"  عاصمة الأردن ، وفى أيام القضاة قام هؤلاء بمساعدة "عجلون" ملك موآب فى ضرب "إسرائيل" . 
 
قضاة ٣  : ١٣
 فَجَمَعَ إِلَيْهِ بَنِي عَمُّونَ وَعَمَالِيقَ، وَسَارَ وَضَرَبَ إِسْرَائِيلَ، وَامْتَلَكُوا مَدِينَةَ النَّخْلِ. فى أيام "يفــــتاح الجلعادى" .
ويحدثنا سفر القضاة فى الأصحاح الحادى عشر أن العمونـيون قاموا بإحتلال جــــزءً مـــــن أرض إسرائيل ، ثم تمكن يفتاح من طردهم منها ،وكانت ديانتهم متأثرة بديانة بنى إسرائيل إلى حدٍ ما.
رغم وجود إختلافات جوهرية خطيرة بين الديانتين مثلآ راجع قضاة ١٠ : ١٦
وَأَزَالُوا الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ مِنْ وَسَطِهِمْ وَعَبَدُوا الرَّبَّ، فَضَاقَتْ نَفْسُهُ بِسَبَبِ مَشَقَّةِ إِسْرَائِيلَ .
 
ألا أنها كانت تختلف عنها بعض الشىء بدليل ممارستهم الضغوط لأغواء بنى أسرائيل للسقوط فى حبائل عقائدهم  ونجحوا فى هذا المضمار كثيرآ .كما يخبرنا بذلك الأصحاح العاشر من سفر القضاة
وكان أول عمل عسكرى قام به"شاول" أول ملوك بنى إسرائيل ، هو محاربة "بنى عمون" حـيث جند جيش معظمه كان من سبط "بنيامين" إلى أن وصل إلى "بازق" حيث فاجأ "العمونيون" فى وسط الطريق بين "ترزة" و "بيت شان" على تلال "أفرايم". صموئيل الأول ١١ : ١  - ١١
وَصَعِدَ نَاحَاشُ الْعَمُّونِيُّ وَنَزَلَ عَلَى يَابِيشِ جِلْعَادَ. فَقَالَ جَمِيعُ أَهْلِ يَابِيشَ لِنَاحَاشَ: «اقْطَـــــــعْ لَنَا عَهْدًا فَنُسْتَعْبَدَ لَكَ». فَقَالَ لَهُمْ نَاحَاشُ الْعَمُّونِيُّ: «بِهذَا أَقْطَعُ لَكُمْ. بِتَقْوِيرِ كُلِّ عَيْنٍ يُمــْنَى لَكـــُمْ وَجَعْلِ ذلِكَ عَارًا عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ». فَقَالَ لَهُ شُيُوخُ يَابِيشَ: «اتْرُكْنَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ فَنُرْســـِلَ رُسُلاً إِلَى جَمِيعِ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ. فَإِنْ لَمْ يُوجَدْ مَنْ يُخَلِّصُنَا نَخْرُجْ إِلَيْكَ».فَجَاءَ الرُّســــــُلُ إِلَى جِبْعَةِ شَاوُلَ وَتَكَلَّمُوا بِهذَا الْكَلاَمِ فِي آذَانِ الشَّعْبِ، فَرَفَعَ كُلُّ الشَّعْبِ أَصْوَاتَهُمْ وَبَكَوْا.  وَإِذَا بِشــــــَاوُلَ آتٍ وَرَاءَ الْبَقَرِ مِنَ الْحَقْلِ، فَقَالَ شَاوُلُ: «مَا بَالُ الشَّعْبِ يَبْكُونَ؟» فَقَصُّوا عَلَيْهِ كَلاَمَ أَهْلِ يَابِيشَ فَحَلَّ رُوحُ اللهِ عَلَى شَاوُلَ عِنْدَمَا سَمِعَ هذَا الْكَلاَمَ وَحَمِيَ غَضَبُهُ جِدًّا. فَأَخَذَ فَدَّانَ بَقَرٍ وَقَطَّعَهُ، وَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ بِيَدِ الرُّسُلِ قَائِلاً: «مَنْ لاَ يَخْرُجُ وَرَاءَ شَاوُلَ وَوَرَاءَ صَمُوئِيلَ، فَهكَذَا يُفْعَلُ بِبَقَرِهِ». فَوَقَــــــعَ رُعْـــبُ الرَّبِّ عَلَى الشَّعْبِ، فَخَرَجُوا كَرَجُل وَاحِدٍ. وَعَدَّهُمْ فِي بَازَقَ، فَكَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ ثَلاَثَ مِئَةِ أَلْفٍ، وَرِجـــــَالُ يَهُوذَا ثَلاَثِينَ أَلْفًا.  وَقَالُوا لِلرُّسُلِ الَّذِينَ جَاءُوا: «هكَذَا تَقُولُونَ لأَهْلِ يَابِيشَ جِلْعَادَ: غَدًا عِنْدَمَا تَحْــــــــــمَى الشَّمْسُ يَكُونُ لَكُمْ خَلاَصٌ». فَأَتَى الرُّسُلُ وَأَخْبَرُوا أَهْلَ يَابِيشَ فَفَرِحُوا.  وَقَالَ أَهْلُ يَابِيـــــــشَ: «غَدًا نَخْرُجُ إِلَيْكُمْ فَتَفْعَلُونَ بِنَا حَسَبَ كُلِّ مَا يَحْسُنُ فِي أَعْيُنِكُمْ».وَكَانَ فِي الْغَدِ أَنَّ شَاوُلَ جَعَلَ الشّـَعْبَ ثَلاَثَ فِرَق، وَدَخَلُوا فِي وَسَطِ الْمَحَلَّةِ عِنْدَ سَحَرِ الصُّبْحِ وَضَرَبُوا الْعَمُّونِيِّينَ حَتَّى حَمِيَ النَّهَارُ. وَالَّذِينَ بَقُوا تَشَتَّتُوا حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمُ اثْنَانِ مَعًا. )  وكان من نتائج الحرب أن أعاد شعب بنى أسرائيل تجـــــديد عهد الولاء لقيادته
 وفى صموئيل الأول ١٢  : ٢  
  وَالآنَ هُوَذَا الْمَلِكُ يَمْشِي أَمَامَكُمْ. وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ شِخْتُ وَشِبْتُ، وَهُوَذَا أَبْنَائِي مَعَكُمْ. وَأَنَا قَدْ سِرْتُ أَمَامَكُمْ مُنْذُ صِبَايَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ.
 ،وفى صموئيل الأول ١٤  : ٤٧
  وَأَخَذَ شَاوُلُ الْمُلْكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَحَارَبَ جَمِيعَ أَعْدَائِهِ حَوَالَيْهِ: مُوآبَ وَبَنِي عَمُّونَ وَأَدُومَ وَمُلُوكَ صُوبَةَ وَالْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَحَيْثُمَا تَوَجَّهَ غَلَبَ.  
 نجد أن "ناحاش" ملك " العمونيين " هدد سكان " يابش جلعاد " بغزو أراضيهم ، وقلع عيونهم من مآقيها ، فأستغاث هؤلاء ب "شاول" ملك إسرائيل وعلى ما يبدو أن هذه القصة هى ســــــــبب إضطرار " شاول " لخوض هذه الحرب التى انتصر فيها على "بنى عمون".
وكان سبب الهزيمة التى لاقاها "ناحاش العمونى" أنه صار عدوآ ل "شاول" ، وكان هــــــــذا هو الخيط الذى التقطه "داود" أثناء عداوة "شاول" له ، فوطد علاقته مع "ناحاش" .
 راجع صموئيل الثانى١٠  :١ ، ٢ 
وَكَانَ بَعْدَ ذلِكَ أَنَّ مَلِكَ بَنِي عَمُّونَ مَاتَ، وَمَلَكَ حَانُونُ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ. 
 فَقَالَ دَاوُدُ: «أَصْنَعُ مَعْرُوفًا مَعَ حَانُونَ بْنِ نَاحَاشَ كَمَا صَنَعَ أَبُوهُ مَعِي مَعْرُوفًا». فَأَرْسَـــــلَ دَاوُدُ بِيَدِ عَبِيدِهِ يُعَزِّيهِ عَنْ أَبِيهِ. فَجَاءَ عَبِيدُ دَاوُدَ إِلَى أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ.  
 أما ابن "ناحاش" ( حانون بن ناحاش ) فبعد أن صار ملكآ عوضآ عن أبيه ، لم يحـــفظ هذا العهد الذى كان بين والده و "داود" فقد أرسل إليه "داود" سفارة لتهنئته بالمُلك وتعزيته فى وفاة والده ، أما "حانون" فلم يُكرِم السفارة ، بل حلق أنصاف لحاهم وقص ثيابهم من الوســــــط ألى أستاهم للتنكيل بهم والإستهزاء بحلولهم ، وطردهم شر طردة ، بحسب مشـــــــورة بعض الخبثاء من أفراد بلاطه ، ولكنه بعدما فعل ذلك خاف على نفسه من شر ما فعله مع هؤلاء ، فسارع للتحــــــــالف مع "الآراميين"وأستأجرهم لمحاربة "داود" إلا أن داود هزمهم جميعآ على يد "أبيشاى ويـــــــوآب" أبناء أخته وقواد جيشهصموئيل الثانى١٠ ، أخبار الأيام الأول ١٩ ) ، ومع ذلك نجد أنه بالـــرغم من حدوث هذه الحادثة إلا أن بعضآ من العمونيون كانوا لا يزالون يذكرون العـــــــهد الذى كان بين "ناحاش" و "داود" وكان من بين هؤلاء "شوبى بن ناحاش" شقيق "حانون" الملك و "ماكـير بن عميئيل" من "لودبار" و "برزلاى الجلعادى" ، وقد قام هؤلاء بإكـــــرام وفادة "داود" إليهم عندما كان هاربآ من وجه "أبشالوم" ابنه ، الذى قام بقيادة انقلاب ضد والده "داود" الملك .
بل كان من بين أفضل ثلاثين رجلآ من المُنتَخَبْينَ كرجال له الذين يتصفون بأنَّهم الأكثر شــــــجاعة وإقدامآ ، واحدآ من العمونيون وهو "صالق العمونى ".  صموئيل الثانى ٢٣  : ٣٧
وَصَالَقُ الْعَمُّونِيُّ، وَنَحْرَايُ الْبَئِيرُوتِيُّ، حَامِلُ سِلاَحِ يُوآبَ بْنِ صَرُويَةَ، وكذلك فى أخبار  الأيام الأول ١١ : ٣٩ يكتب نفس التعبيرات  صَالِقُ الْعَمُّونِيُّ، نَحْرَايُ الْبَئِيرُوتِيُّ، حَامِلُ سِلاَحِ يُوآبَ ابْنِ صَرُويَةَ
أما سليمان فقد كان من بين نساءه السبعمائة وسراريه الثلاثمائة ، عمونيات ، مما دفع ســـــليمان للضلال وراء الآلهة التى من بينها "ملكوم" و"مولك"( ملكوم هى جمع كلمة مولك ) وهــــــو إله العمونيين ( راجع الصورة صفحة 30) ، كما كانت أم "رحبعام" وريثه للعرش عمونية ، وكـــــان "رحبعام" هو ابنه المفضل ، ولكن أمه كانت عمونية واسمُها "نعمة". راجع ملوك الأول١١  : ١ وَأَحَبَّ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ نِسَاءً غَرِيبَةً كَثِيرَةً مَعَ بِنْــتِ فِرْعَـوْنَ: مُوآبِيّــــَاتٍ وَعَمُّونِيَّــــــاتٍ وَأَدُومِيــــَّاتٍ وَصِيدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ 
وملوك الأول 11 : 5 فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلهَةِ الصِّيدُونِيِّينَ، وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 
وملوك الأول 11: 7  حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبــــَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ. 
وملوك الأول 11 : 33 لأَنَّهُمْ تَرَكُونِي وَسَجَدُوا لِعَشـْتُورَثَ إِلهَةِ الصِّــــــيدُونِيِّينَ، وَلِكَمُــــــــوشَ إِلهِ الْمُوآبِيِّينَ ، وَلِمَلْكُومَ إِلهِ بَنِي عَمُّونَ، وَلَمْ يَسْلُكُوا فِي طُرُقِي لِيَعْمَلُوا الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيَّ وَفَرَائِــــضِي وَأَحْكَامِي كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 
وفى ملوك الأول  ١٢ : ٢١  وَلَمَّا جَاءَ رَحُبْعَامُ إِلَى أُورُشَلِيمَ جَمَعَ كُلَّ بَيْتِ يَهُوذَا وَسِــــــبْطَ بَنْيَامِينَ، مِئَةً وَثَمَانِينَ أَلْفَ مُخْتَارٍ مُحَارِبٍ، لِيُحَارِبُوا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ وَيَرُدُّوا الْمَمْلَكَةَ لَرَحُبْعَامَ بْنِ سُلَيْمَانَ. 
وفى ملوك الأول 12 : 31  وَبَنَى بَيْتَ الْمُرْتَفَعَاتِ، وَصَيَّرَ كَهَنَةً مِنْ أَطْرَافِ الشَّعْبِ لَمْ يَكُــــونُوا مِنْ بَنِي لاَوِي. 
وفى أخبار الأيام الثانى١٢  : ١٣   فَتَشَدَّدَ الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ فِي أُورُشَلِيمَ وَمَلَكَ، لأَنَّ رَحُــــبْعَامَ كَانَ ابْنَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، الْمَدِينَةِ الَّتِي اخْتَـــــــارَهَا الرَّبُّ لِيَضَعَ اسْمَهُ فِيهَا دُونَ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ، وَاسْمُ أُمِّهِ نَعْمَةُ الْعَمُّونِيَّةُ.  
وفى كتاب "أولبرايت" *21"علم الآثار وديانة أسرائيل" ، نجده يتحدث عن هذه الآلـــهة بوصفها فى الأصل فينيقية وهى تعنى فى تسميتها "ملككم" ، ففيها إدعاء بمـــــــلك الآلهة ، وهذا مثبت فى الحفريات التى تمت فى "قرطاج" عن الفترة التى تقع من حوالى عام ٤٠٠  قبل المــــــــيلاد حتى ١٥٠  قبل الميلاد ، وكانت هذه الآلهة وثيقة الصلة بالآلهة الكلدانية "مالك"التى كانت تُعبَد حوالى عام ١٨٠٠  قبل الميلاد والتى أثبتتها مخطوطات "مارى" ، وأن المقطع "مالك" فى لقـــــب ملك الفلسطينيون  (أبيمالك) أو (عدرامالك) ..... ألخ كان يشير لخضوع هؤلاء لتلك العبادة ، فــــــــهذا المقطع موجود فى أسماء العلم للأشخاص الذين حكموا الأقوام التى كانت تقدس هذا المــــــــــعبود ، وعبادته ترتبط بالجنس أو الخصوبة التى كان ينتظرها المتــــــــعبدون لتلك الآلهة ، تمامآ كعبادة "البعل" فالخصوبة والجنس كانا يربطان بين تلك العبادتـــــــــــين ، وفى نفس الوقت فقد كان من شعائرها تقديم الأطفال كذبائح ، أو إجازتهم فى النار ( تمريرهم فى داخل النار وهو لون من ألوان معمودية النار التى شاعت بين الأمم الوثنية) .
ولقد بنى سليمان هيكلآ لهذا المعبود فوق جبل الزيتون وهذا مذكور فى   ملوك الأول١١  : ٧
   
حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَــــــلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ
وفى أيام "يهوشـــافاط" حدثت موقعةٌ ُأُطلِق عليها اسم "موقـــعة وادى بركـــــة" حيث تحــــالف "العمونيون"  و"الأدوميون " للحرب ضد بنى إسرائيل  إلا أن هؤلاء المتحالفون إنهزموا.
 
أخبار الأيام الثانى ٢٠ : ٣
 
فَخَافَ يَهُوشَافَاطُ وَجَعَلَ وَجْهَهُ لِيَطْلُبَ الرَّبَّ، وَنَادَى بِصَوْمٍ فِي كُلِّ يَهُوذَا.
وفى حوالى عام ٨٠٠  قبل الميلاد كان "زاباد" و "يهوزاباد" العمونيون هم الذين أبلـــــغوا آرام  أى الآراميون بمكان "يوآش" ملك يهوذا عند هزيمته فى الحرب ، وكان المـــرض قد دهمه فأختبأ على فراشه ، وهناك قتله "الآراميون" على فراش المرض. ويسجل الكتاب هذا الحدث فى أخـــبار الأيام الثانى ٢٤  : ٢٦  وَهذَانِ هُمَا الْفَاتِنَانِ عَلَيْهِ: زَابَادُ بْنُ شِمْعَةَ الْعَمُّونِيَّةِ، وَيَهُوزَابَادُ بْنُ شِمْرِيتَ الْمُوآبِيَّةِ.   
وعندما تولى "عُزّيَّا" الملك على "يهوذا" وهو حفيد "يوآش" كان ملكآ قويآ ، فحاول العمونيون أسترضاؤه بالهدايا ، لكنَّه حاربهم وانتصر عليهم ، وجعلهم تحت الجزية . 
حتى جاءت أيام "يوشيا" الملك العظيم الذى أزال الأنصاب (أعمال فنية تشكيلية كانت تستخدم فى العبادة الوثنية ) التى كانت موجودة منذ أيام "سليمان" . راجع  ملوك الثانى ٢٣ : ١٣
  
وَالْمُرْتَفَعَاتُ الَّتِي قُبَالَةَ أُورُشَلِيمَ، الَّتِي عَنْ يَمِينِ جَبَلِ الْهَلاَكِ، الَّتِي بَنَاهَا سُلَيْمـــَانُ مَلِكُ إِسْـــــرَائِيلَ لِعَشْتُورَثَ رَجَاسَةِ الصِّيدُونِيِّينَ، وَلِكَمُوشَ رَجَاسَةِ الْمُوآبِيِّينَ، وَلِمَلْكُومَ كَرَاهَةِ بَنِي عَمُّونَ، نَجَّسَــــهَا الْمَلِكُ.
 
والآلهة التى أقامها "سليمان" لكى يسترضى حريمه ، ولا سيما "العمونيات" منهن ، مثل مـعابد آلهتهن "ملكوم ومولك"وبذلك طَهَّر المملكة.
وانضم "العمونـــيون" إلى أمم أخرى لإقلاق وزعزعة مملكة يهوذا أيام "يهويـــاقيم" الملك بعد "يوشيا" ، وهذا ثابت فى ملوك الثانى ٢٤ : ٢
  
 فَأَرْسَلَ الرَّبُّ عَلَيْهِ غُزَاةَ الْكِلْدَانِيِّينَ، وَغُزَاةَ الأَرَامِيِّينَ، وَغُزَاةَ الْمُوآبِيِّينَ، وَغُزَاةَ بَنِي عَمّــــــــُونَ. وَأَرْسَلَهُمْ عَلَى يَهُوذَا لِيُبِيدَهَا حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ.  ) فقد نالوا نفس العقاب مثل سائر الأمم المحيطة بهم ) أثناء الغزو البابلى ، فوُضِعوا تحت سلـــــــطة ملك "بــابل" وكانوا يدفعون الجزية ، ويقدمون الهدايا إليه ، ونحن نذكر مواقف النبى "إرميا" المتـــــكررة فى مهاجمة مبادئهم ، ومواقفهم المعادية لشعب بنى إسرائيل ، وهذا الموقف سجله فى  أرميا ٤٩  : ١  - ٦
 
عَنْ بَنِي عَمُّونَ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: أَلَيْسَ لإِسْرَائِيلَ بَنُونَ، أَوْ لاَ وَارِثٌ لَهُ؟ لِمَاذَا يَرِثُ مَلـــــِكُهُمْ جَادَ، وَشَعْبُهُ يَسْكُنُ فِي مُدُنِهِ؟  لِذلِكَ هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأُسْمِعُ فِي رَبَّةِ بَنِي عَمُّونَ جَلَبَـــــةَ حَرْبٍ، وَتَصِيرُ تَلاًّ خَرِبًا، وَتُحْرَقُ بَنَاتُهَا بِالنَّارِ، فَيَرِثُ إِسْرَائِيلُ الَّذِينَ وَرِثُوهُ، يَقُولُ الرَّبُّ : وَلْوِلِي يَا حَشْبُونُ لأَنَّ عَايَ قَدْ خَرِبَتْ. اُصْرُخْنَ يَا بَنَاتِ رَبَّةَ. تَنَطَّقْنَ بِمُسُوحٍ. انْدُبْنَ وَطَوِّفْنَ بَيْنَ الْجُدْرَانِ، لأَنَّ مَلِكـــَهُمْ يَذْهَبُ إِلَى السَّبْيِ هُوَ وَكَهَنَتُهُ وَرُؤَسَاؤُهُ مَعًا، مَا بَالُكِ تَفْتَخِرِينَ بِالأَوْطِيَةِ؟ قَدْ فَاضَ وَطَــاؤُكِ دَمًا أَيَّتُهَا الْبِنْتُ الْمُرْتَدَّةُ وَالْمُتَوَكِّلَةُ عَلَى خَزَائِنِهَا، قَائِلَةً: مَنْ يَأْتِي إِلَيَّ؟ هأَنَذَا أَجْلِبُ عَلَيْكِ خَوْفًا، يَقُولُ السّــــَيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ، مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ حَوَالَيْكِ، وَتُطْرَدُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا أَمَامَهُ، وَلَيْسَ مَنْ يَجْمَعُ التَّائِـــهِينَ
ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ أَرُدُّ سَبْيَ بَنِي عَمُّونَ، يَقُولُ الرَّبُّ.
ويتخذ النبى حزقيال نفس التوجه تجاه العمونيون وهذا مسجل فى نبواته فى حزقيال ٢١ : ٢٠
. عَيِّنْ طَرِيقًا لِيَأْتِيَ السَّيْفُ عَلَى رَبَّةِ بَنِي عَمُّونَ، وَعَلَى يَهُوذَا فِي أُورُشَلِيمَ الْمَنِيعَةِ
 
كذلك يسجل فى 25 : 1 – 7 موقفآ نبويآ تجاههم حيث يقول :
وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلاً:  «يَا ابْنَ آدَمَ، اجْعَلْ وَجْهَكَ نَحْوَ بَنِي عَمُّونَ وَتَنَبَّأْ عَلَيْهِمْ، وَقُلْ لِبَنِي عَمُّونَ: اسْمَعُوا كَلاَمَ السَّيِّدِ الرَّبِّ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكِ قُلْتِ: هَهْ! عَلَى مَقْدِسِي لأَنَّهُ تَنَجَّسَ، وَعَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهَا خَرِبَتْ، وَعَلَى بَيْتِ يَهُوذَا لأَنَّهُمْ ذَهَبُوا إِلَى السَّبْيِ، فَلِذلِكَ هأَنَذَا أُسَلِّمُكِ لِبَنِي الْمَشْرِقِ مِلْكًا، فَيُقِيمُونَ صِيَرَهُمْ فِيكِ، وَيَجْعَلُونَ مَسَاكِنَهُمْ فِيكِ. هُمْ يَأْكُلُونَ غَلَّتَكِ وَهُمْ يَشْرَبُونَ لَبَنَكِ. وَأَجْعَلُ «رَبَّةَ» مَنَاخًا لِلإِبِلِ، وَبَنِي عَمُّونَ مَرْبِضًا لِلْغَنَمِ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ. لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ صَفَّقْتَ بِيَدَيْكَ وَخَبَطْتَ بِرِجْلَيْكَ وَفَرِحْتَ بِكُلِّ إِهَانَتِكَ لِلْمَوْتِ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. فَلِذلِكَ هأَنَذَا أَمُدُّ يَدِي عَلَيْكَ وَأُسَلِّمُكَ غَنِيمَةً لِلأُمَمِ، وَأَسْتَأْصِلُكَ مِنَ الشُّعُوبِ، وَأُبِيدُكَ مِنَ الأَرَاضِي. أَخْرِبُكَ، فَتَعْلَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.
وتتفق نبوة عاموس مع نبوات إرميا وحزقيال حيث يقول فى عاموس ١ : ١٣  - ١٥
  
هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ بَنِي عَمُّونَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ شَقُّوا حَوَامـــــــِلَ جِلْعَادَ لِكَىْ يُوَسِّعُوا تُخُومَهُمْ فَأُضْرِمُ نَارًا عَلَى سُورِ رَبَّةَ فَتَأْكُلُ قُصُورَهَا. بِجَلَبَةٍ فِي يَوْمِ الْقِتَـالِ، بِنَوْءٍ فِي يَوْمِ الزَّوْبَعَةِ وَيَمْضِي مَلِكُهُمْ إِلَى السَّبْيِ هُوَ وَرُؤَسَاؤُهُ جَمِيعًا، قَالَ الرَّبُّ
وكذلك تتفق نبوة صفنيا مع تلك النبوات بخصوص بنى عمون فى صفنيا٢ : ٨  - ١١
   
قَدْ سَمِعْتُ تَعْيِيرَ مُوآبَ وَتَجَادِيفَ بَنـِي عَمُّــــــونَ الَّتِي بِهَا عَيَّرُوا شَعْبِي، وَتَعَظَّمُوا عَلَى تُخُمِـــــهِمْ
 
فَلِذلِكَ حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ، إِنَّ مُوآبَ تَكُونُ كَسَدُومَ وَبَنِي عَمُّونَ كَعَــــمُورَةَ، مِلْكَ الْقَرِيصِ، وَحُفْرَةَ مِلْحٍ، وَخَرَابًا إِلَى الأَبَدِ. تَنْهَبُهُمْ بَقِيَّةُ شَعْبِي، وَبَقِيَّةُ أُمَّتِي تَمْتَلِكُهُمْ هـــذَا لَهُمْ عِوَضُ تَكَبُّرِهِمْ، لأَنَّهُمْ عَيَّرُوا وَتَعَظَّمُوا عَلَى شَعْبِ رَبِّ الْجُنُودِ الرَّبُّ مُخِيفٌ إِلَيْــــــهِمْ، لأَنَّهُ يُهْزِلُ جَمِيعَ آلِهَةِ الأَرْضِ، فَسَيَسْجُدُ لَهُ النَّاسُ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ مَكَانِهِ، كُلُّ جَزَائِرِ الأُمَمِ .
 
 وهكذا كان هذا هو موقف الأنبياء المعاصرين لهذه المحنة البابلية مثل "حزقيال" و "عاموس"  و "صفنيا"
وبعد عودة بنو إسرائيل من السبى يتحدث عنهم عزرا أحد أنبياء ما بعد السبى فى  عزرا ٩  : ١  ، ٢
  
وَلَمَّا كَمَلَتْ هذِهِ تَقَدَّمَ إِلَيَّ الرُّؤَسَاءُ قَائِلِينَ: «لَمْ يَنْفَصِلْ شَعْبُ إِسْرَائِيلَ وَالْكَهَنَةُ وَاللاَّوِيُّـــــــــونَ مِنْ شُعُوبِ الأَرَاضِي حَسَبَ رَجَاسَاتِهِمْ، مِنَ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْيَبُوسِـــــــيِّينَ وَالْعَمُّونِيِّينَ وَالْمُوآبِيِّينَ وَالْمِصْرِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ. 
 لأَنَّهُمُ اتَّخَذُوا مِنْ بَنَاتِهِمْ لأَنْفُسِهِمْ وَلِبَنِيهِمْ، وَاخْتَلَطَ الزَّرْعُ الْمُقَدَّسُ بِشُعُوبِ الأَرَاضـــــــِي. وَكَانَتْ يَدُ الرُّؤَسَاءِ وَالْوُلاَةِ فِي هذِهِ الْخِيَانَةِ أَوَّلاً».
 
وكذلك كان نفس الرأى تقريبآ عند النبى نحميا وصرح بذلك فى نحميا ١٣  : ١  
 
فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قُرِئَ فِي سِفْرِ مُوسَى فِي آذَانِ الشَّعْبِ، وَوُجِدَ مَكْتُوبًا فِيهِ أَنَّ عَمُّونِيًّا وَمُوآبِيًّا لاَ يَدْخُلُ فِي جَمَاعَةِ اللهِ إِلَى الأَبَدِ.
وفى نفس الأصحاح عدد 23 حتى 31 حيث يقول :فِي تِلْكَ الأَيَّامِ أَيْضًا رَأَيْتُ الْيَهُودَ الَّذِينَ سَــــاكَنُوا نِسَاءً أَشْدُودِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَمُوآبِيَّاتٍ
.  وَنِصْفُ كَلاَمِ بَنِيهِمْ بِاللِّسَانِ الأَشْدُودِيِّ، وَلَمْ يَكــــــــــــــُونُوا يُحْسِنُونَ التَّكَلُّمَ بِاللِّسَانِ الْيَهُودِيِّ، بَلْ بِلِسَانِ شَعْبٍ وَشَعْبٍ. فَخَاصَمْتُهُمْ وَلَعَنْتُهُمْ وَضَرَبْتُ مِنْهُمْ أُنَاسًا وَنَتَفْتُ شُعُورَهُمْ، وَاسْتَحْلَفْتُهُمْ بِاللهِ قَائِلاً: «لاَ تُعْطُوا بَنَاتِكُمْ لِبَنِيهِمْ، وَلاَ تَأْخُذُوا مِنْ بَنَاتِهِمْ لِبَنِيكُمْ، وَلاَ لأَنْفُسِكُمْ. أَلَيْسَ مِنْ أَجْلِ هؤُلاَءِ أَخْطَأَ سُلَيْمَانُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَلَمْ يَكُنْ فِي الأُمَمِ الْكَثِيرَةِ مـــــــَلِكٌ مِـثْلُهُ؟ وَكَانَ مَحْبُوبًا إِلَى إِلهِهِ، فَجَعَلَهُ اللهُ مَلِكًا علَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ. هُوَ أَيْضًا جَعَلَتْهُ النِّسَاءُ الأَجْنــــــــــــــَبِيَّاتُ يُخْطِئُ. فَهَلْ نَسْكُتُ لَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا كُلَّ هذَا الشَّرِّ الْعَظِيمِ بِالْخِيَانَةِ ضِدَّ إِلهِنَا بِمُســــــــــــــــَاكَنَةِ نِــسـَاءٍ أَجْنَبِيَّاتٍ؟» وَكَانَ وَاحِدٌ مِنْ بَنِي يُويَادَاعَ بْنِ أَلْيَاشِيبَ الْكَاهِنِ الْعَظِيمِ صِهْرًا لِسَنْبَلَّطَ الْحُورُونـــــــــــِيِّ، فَطَرَدْتُهُ مِنْ عِنْدِي. اذْكُرْهُمْ يَا إِلهِي، لأَنَّهُمْ نَجَّسُوا الْكَهَنُوتَ وَعَهْدَ الْكَهَنُوتِ وَاللاَّوِيِّينَ. فَطَهَّرْتُهُمْ مِنْ كُلِّ غَرِيبٍ، وَأَقَمْتُ حِرَاسَاتِ الْكَهَنَةِ وَاللاَّوِيِّينَ، كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى عَمَلِهِ،وَلأَجْلِ قُرْبَانِ الْحَطَبِ فِي أَزْمـِنَةٍ مُعَيَّنَةٍ وَلِلْبَاكُورَاتِ. فَاذْكُرْنِي يَا إِلهِي بِالْخَيْرِ.
 
نجد أنه كان من بين الموجودين حول أورشليم "طوبيا العمونى" و "جشم العربى" و "سنبـلـــط الحورونى" الذين تحالفوا فى مقاومتهم ، هذا التحالف الثلاثى *22 بين العمونى والعربى (عـــرب الشمال هم أبناء إبراهيم بنو مديان  - أولاد إبراهيم من قطورة ( والحورونى أى الأدومى ، كــــــان لهذا التحالف جذوره التاريخية فى تحالف بنو عمون و المديانيون والأدوميون ، كما كانت له نهاية تاريخية مميزة حيث ذابت هذه الشعوب الثلاثة معآ قرب نهاية القرن الأول قبل الميلاد ، 
ويخبرنا التاريخ *23 بأن العمونيون عادوا لمجدهم فأشادوا القصور والقلاع وامتلكوا الضياع حتى القرن الثانى قبل الميلاد ، وهناك مقابر وتماثيل أثرية هامة عثر عليها الأثريون توضح مدى هــــذا المجد الذى وصلوا له ، ومنها ما يعود للقرن السادس والسابع قبل الميلاد مما يعكس عظـــــــــــمة أمجادهم السياسية فى ذلك الوقت وكان آخر هؤلاء العظماء " أسرة طوبياد " التى ظلت فى الحـكم حتى القرن الثانى قبل الميلاد وقد أشارت أليهم أدلة أثرية وجدت شرق الأردن وفى مصر  ، وآخــر ما يذكره التاريخ عنهم هو أثناء حرب" يهوذا المكابى " ضدهم .
 مكابيين الأول ٥  : ٦ ثم عبر الى بني عمون فصادف عسكرا قويا وشعبا كثيرا تحت قـــــــــــــيادة تيموتاوس
-------- 
 المراجع :-

*١٩  - J.A, Thompson , MA.MSc.Ph.D.,Senior lecturer in the Department of The Middle Eastern Studies , University of Melbourn , " His article " Ammonites  in The N B D " PP 30 -32 

*٢٠  - F.M.Abel " Geographic de la palestine, 1933, pp 272,281

*٢١ - W.F.Albright : Archeology and the Religion of Israel , 1953
*٢٢  - D.Baly " The Geography of the Bible , 1958 , Chapter XIX
*٢٣  - *Nelson Gluech " The Other Side of Jordan " 1940
د .ق .جوزيف المنشاوى