الجمعة، 27 أبريل 2012

ثانيآ :- الساميون (4) الإبراهيميون من نسل إبراهيم ( ب ) نسله من هاجر "الإسماعيليون"




الصورة توضح أحد آلهة الإسماعيليون فى القترة التالية على عصر السبى وهى آلهة إعتقدوا أنها رمز للسماء والعواصف ويتضح فيها تأثرهم بالفرس حيث أنها محفورة لتشابه رمز " كورش" الفارسى كطائر العُقَاب وقد تبناها عرب المنطقة الشمالية للجزيرة العربية أو جنوب الشام وجعلوها من بين آلهتهم ، وكانوا يعتقدون أنها هى التى أوجدت مدينة " بترا" عاصمة النبطيين وكذلك مدينة " سالع" التى تنتمى لأصل سكنى الإسماعيليون فى شبه جزيرة سيناء

              

صورة لخريطة سيناء وعليها موقع صحراء فاران المُفتَرَض بحيث جعله العلماء المنتمون لهذه المدرسة يقع جنوبآ حيث وادى فيران الموجود هناك حتى هذا اليوم 


صورة شبه جزيرة سيناء الذى نعتمد عليها أثريآ وتاريخيآ وفيها تظهر برية فاران فى الشمال الشرقى وتضم منطقة بئر سبع حيث ظهر الملاك لهاجر وحيث إتخذ منها إسماعيل كمنطقة مركزية لحياته وحياة نسله من بعد

الإسماعيليون :
 مقدمة عامة

المقصود بالإسماعيليون٣٣ * هم الجنس الذى تناسل عن إسماعيل بن إبراهيم من هاجر المصرية، وهذا الجنس كان الجنس المتوسط بين العبرانيين والمصريين حيث تنتمى الأم للمصـــــريين والأب للعبرانيين وتكررت المصاهرة والنسب بينه وبين كل من الأمتين على النحو الذى ســـيظهر لاحقآ .
والجدير بالذكر أن معنى الإسم "إسماعيل" أى "سمع الله" وهى صيغة للتسمية كانت شائعة فى الأمة العبرانية ، وفى العهد القديم نجد خمسة أشخاص أُطلِق عليهم هذا الإسم وهم كما يلى:

1- إسماعيل حفيد شاول بن يوناثان بن داود 
راجع أخبار الأيام الأول٨  : ٣٨
وَلآصِيلَ سِتَّةُ بَنِينَ وَهذِهِ أَسْمَاؤُهُمْ: عَزْرِيقَامُ وَبُكْرُو وَإِسْمَاعِيلُ وَشَعَرْيَا وَعُوبَدْيَا وَحَانَانُ. كُلُّ هؤُلاَءِ بَنُو آصِيلَ. ٢- إسماعيل والد زبديا أحد كبار القادة فى جيش يهوشافاط
راجع أخبار الأيام الثانى ١٩ : ١١
وَهُوَذَا أَمَرْيَا الْكَاهِنُ الرَّأْسُ عَلَيْكُمْ فِي كُلِّ أُمُورِ الرَّبِّ، وَزَبَدْيَا بْنُ يَشـْمَعِـئِيلَ الرَّئِيسُ عَلَى بَيْتِ يَهُوذَا فِي كُلِّ أُمُورِ الْمَلِكِ، وَالْعُرَفَاءُ اللاَّوِيُّونَ أَمَامَكُمْ. تَشَدَّدُوا وَافْعَلُوا، وَلْيَكُنِ الرَّبُّ مَعَ الصّــــــــــَالِحِ».

3- إسماعيل بن يهوحانان قائد المئة الذى إشترك فى الحرب ضد "عثليا"
راجع أخبار الأيام الثانى ٢٣  : ١
وَفِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ تَشَدَّدَ يَهُويَادَاعُ وَأَخَذَ مَعَهُ فِي الْعَهْدِ رُؤَسَاءَ الْمِئَاتِ: عَزَرْيَا بْنَ يَرُوحَـــــــــــــامَ، وَإِسْمَــــاعِيلَ بْنَ يَــــهُوحَــــــانَانَ، وَعَزَرْيَا بْنَ عُوبِيدَ، وَمَعَسِيَا بْنَ عَدَايَا، وَأَلِيشَافَاطَ بْنَ زِكْرِي.

٤- إسماعيل بن فشحور الكاهن الذى كان ضمن من أجبرهم عزرا الكاهن  على ترك الزوجة الأجنبية التى كان قد تزوجها
راجع عزرا١٠  : ٢٢ 
وَمِنْ بَنِي فَشْحُورَ: أَلْيُوعِينَايُ وَمَعْسِيَّا وَإِسْمَاعِيلُ وَنَثَنْئِيلُ وَيُوزَابَادُ وَأَلْعَاسَةُ

٥- إسماعيل بن نثنيا الذى من النسل الملكى الذى إغتال جدليا بعد خراب
 أورشليم بشهرين عام ٥٨٦  ق. م 
راجع ملوك الثانى ٢٥ :٢٥ 
وَعَاشَ أَمَصْيَا بْنُ يُوآشَ مَلِكُ يَهُوذَا بَعْدَ مَوْتِ يُوآشَ بْنِ يَهُوآحَازَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ خَمْـــسَ عَشَرَةَ سَنَةً.
فإذا كانت الأسفار المقدسة قد كشفت عن مثل هذا التعدد فى إستخدام هذا الإسم "إسمــــاعيل"حتى تسمى به خمسة أشخاص فهذا دليل على شيوع إستخدام هذا الإسم بين أبناء الأمة كلها.
تاريخ الإسماعيليون

إعتاد الشعب العبرانى على إستخدام نوعين من أساليب التسمية لمواليدهم *33، فهـــــــناك أسماء نمطية يطلقها الآباء على أبنائهم تيمنآ بإسم صاحب التسمية الأول الذى تم إطلاق هذا الإســـم عليه ، وهو ما بدا لنا من تكرار إسم "إسماعيل" بين الشعب فى العهد القديم.
وأما الأسلوب الثانى فهو إطلاق هذا الإسم على المولود بسبب إرتباط ولادته بظـــرف من الظروف أو حاجة من الحاجات التى يتوسمها الوالدان من ولادة هذا المولود فتصير تلك التســــمية هى التسمية الأصلية الأوريجينال أى الأصلية ، وهذا هو ما حدث بخصوص "إسمـــــاعيل بن إبراهيم" فقد ذكر الكتاب حادثة ميلاده وسر إختيار هذا الإسم فى تكوين ١٦  : ١١
   
وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «هَا أَنْتِ حُبْلَى، فَتَلِدِينَ ابْنًا وَتَدْعِينَ اسْمَهُ إِسْمَاعِيلَ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَـــــــمِعَ لِمَذَلَّتِكِ.
ولقد أماطت اللثام تلك الأبحاث الأثرية التى تمت فى بلاد ما بين النهرين
*٣4عن كشف للعـديد من الأحداث والملابسات عن حياة الشعوب فى توقيت زمنى معاصرللزمن الذى عاش فيه إبراهــيم وتاليآ له ومن بين تلك الأسرارأن الرجل حال عدم توفيقه فى إنجاب أبناء من الذكور فإنَّ كل ثروته تـــــؤول لعبده الرئيسى الذى كان يعتمد عليه فى إدارة أملاكه ومن هنا عرفنا سر إنزعاج إبراهيم لـــــــــهذا السبب حيث كان ابنه إسحق لم ينجب بعد لأنه لم يكن قد تزوج فخاف أن تؤول أمـــــــلاكه من بعده وبعد إسحق (إذا توفى لسبب طارىء) لعبده أليعازر الدمشقى وهذا ما نجده فى تكوين ١٥  : ١ - ٤ 
 
بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ صَارَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى أَبْرَامَ فِي الرُّؤْيَا قَائِلاً: "لاَ تَخَفْ يَا أَبْرَامُ. أَنَا تُرْسٌ لَكَ. أَجْــــرُكَ كَثِيرٌ جِدًّا"فَقَالَ أَبْرَامُ: "أَيُّهَا السَّيِّدُ الرَّبُّ، مَاذَا تُعْطِينِي وَأَنَا مَاضٍ عَقِيمًا، وَمَالِكُ بَيْتِي هُوَ أَلِيعـــَازَرُ الدِّمَشْقِيُّ؟". وَقَالَ أَبْرَامُ أَيْضًا: "إِنَّكَ لَمْ تُعْطِنِي نَسْلاً، وَهُوَذَا ابْنُ بَيْتِي وَارِثٌ لِي" فَإِذَا كَـــلاَمُ الرَّبِّ إِلَيْهِ قَائِلاً: "لاَ يَرِثُكَ هذَا، بَلِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَحْشَائِكَ هُوَ يَرِثُكَ."
وبالرغم من ذلك فقد ظل هذا الخوف لدى "إبراهيم" بالرغم من أن "إسمـاعيل" كان فى سن الرابعة والخمسين وكان متزوجآ وقد أنجــــــب أبناء من زوجــــــته المــصرية التى زوجتها له أمه "هاجر" ولكنه كان يخشى ألا يوجد لإبن الموعد "إسحق" نسل حـــــــــيث أنه لم يتزوج حتى سن الأربعين ، كان يخشى كذلك أن يرثه إســــماعيل أو ألــــيعازر الدمشقى ، إذا غلبت حجته فى إنعدام رغبة إبراهيم لتوريث "إسماعيل" ، لذلك نجده يستحضر أليــــــــعازار الدمشقى ليقسم له على أنّه سيذهب بالفعل  لجلب زوجة لسيده إسحق وهذا نجده فى تكوين٢٤  : ١ - ٩
 
وَشَاخَ إِبْرَاهِيمُ وَتَقَدَّمَ فِي الأَيَّامِ. وَبَارَكَ الرَّبُّ إِبْرَاهِيمَ فِي كُلِّ شَيْءٍوَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِعَبْدِهِ كَبِيرِ بَيْـــــتِهِ الْمُسْتَوْلِي عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لَهُ: "ضَعْ يَدَكَ تَحْتَ فَخْذِي، فَأَسْتَحْلِفَكَ بِالرَّبِّ إِلهِ السَّمَاءِ وَإِلهِ الأَرْضِ أَنْ لاَ تَأْخُذَ زَوْجَةً لابْنِي مِنْ بَنَاتِ الْكَنْعَانِيِّينَ الَّذِينَ أَنَا سَاكِنٌ بَيْنَهُمْ، بَلْ إِلَى أَرْضِي وَإِلَى عَشِيرَتِي تَذْهَــبُ وَتَأْخُذُ زَوْجَةً لابْنِي إِسْحَاقَ" فَقَالَ لَهُ الْعَبْدُ: "رُبَّمَا لاَ تَشَاءُ الْمَرْأَةُ أَنْ تَتْبَعَنِي إِلَى هذِهِ الأَرْضِ. هَــلْ أَرْجعُ بِابْنِكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي خَرَجْتَ مِنْهَا؟". فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: "احْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَرْجعَ بِابْــــــــنِي إِلَى هُنَاكَاَلرَّبُّ إِلهُ السَّمَاءِ الَّذِي أَخَذَنِي مِنْ بَيْتِ أَبِي وَمِنْ أَرْضِ مِيلاَدِي، وَالَّذِي كَلَّمَنِي وَالَّذِي أَقْسَـمَ لِي قَائِلاً: لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ، هُوَ يُرْسِلُ مَلاَكَهُ أَمَامَكَ، فَتَأْخُذُ زَوْجَةً لابْنِي مِنْ هُنَاكَ.وَإِنْ لَـــمْ تَشَإِ الْمَرْأَةُ أَنْ تَتْبَعَكَ، تَبَرَّأْتَ مِنْ حَلْفِي هذَا. أَمَّا ابْنِي فَلاَ تَرْجعْ بِهِ إلَى هنَاكَ"   .فَوَضَعَ الْعَبْدُ يَدَهُ تَحــْتَ فَخْذِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلاَهُ، وَحَلَفَ لَهُ عَلَى هذَا الأَمْرِ
والأمر الآخر الذى لفتت أنظارنا إليه نصوص "نوزى ومارى" الأثرية هى أن الرجل عندمــــا كان يخطب فتاة  حرة من ولى أمرها كان يقوم بدفع مهر يقوم بتقديره والد العروس بالإتـــــــفاق معه ، ويقوم والد العروس بشراء جارية لإبنته حتى تريحها من بعض مهام خدمة زوجـــها ، وحتى تكون فى الوقت ذاته كزوجة طارئة لزوجها فى حالة عدم توفيقها بولادة أبناء من الذكـــــــور له ، أو فى  حالة رغبتها فى زيادة نسلها من الذكور أبنائها من زوجها لزيادة مكانتـــها وعزوتهــــــــا فى نظرالمجتمع الذى ينتمى لبلاد ما بين النهرين ، ويكون الولد الذى تلده الجارية مِــــــــلكآ ليمين الزوجة الحرة هو ووالدته ، ولكن فى نفس الوقت يرث كل ما يرثه الإبن عن أبيه من مــيراث واسم وخلافه
 راجع تكوين ٢٩ : ٢٤  
وَأَعْطَى لاَبَانُ زِلْفَةَ جَارِيَتَهُ لِلَيْئَةَ ابْنَتِهِ جَارِيَةً.
وكذلك تكوين ٢٩ : ٢٩  
 
وَأَعْطَى لاَبَانُ رَاحِيلَ ابْنَتَهُ بِلْهَةَ جَارِيَتَهُ جَارِيَةً لَهَا.
مع مقارنة ذلك بالنص الموجود فى تكوين ٣٠ : ١ - ٥  
فَلَمَّا رَأَتْ رَاحِيلُ أَنَّهَا لَمْ تَلِدْ لِيَعْقُوبَ، غَارَتْ رَاحِيلُ مِنْ أُخْتِهَا، وَقَالَتْ لِيَعْقُوبَ: "هَبْ لِي بَنِــينَ، وَإِلاَّ فَأَنَا أَمُوتُفَحَمِيَ غَضَبُ يَعْقُوبَ عَلَى رَاحِيلَ وَقَالَ: «أَلَعَلِّي مَكَانَ اللهِ الَّذِي مَنَعَ عَنْكِ ثَمْرَةَ الْبَطْــــن؟ فقَالَتْ: «هُوَذَا جَارِيَتِي بِلْهَةُ، ادْخُلْ عَلَيْهَا فَتَلِدَ عَلَى رُكْبَتَيَّ، وَأُرْزَقُ أَنَا أَيْضًا مِنْهَا بَنِينَ فأعطتْهُ بِلْهَةَ جَارِيَتَهَا زَوْجَةً، فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَعْقُوبُ، فَحَبِلَتْ بِلْهَةُ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ابْنًا.
ولكن فى حالة إبراهيم وسارة يقول فى تكوين ١٦  :١ ، ٢  
 وَأَمَّا سَارَايُ امْرَأَةُ أَبْرَامَ فَلَمْ تَلِدْ لَهُ. وَكَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ مِصْرِيَّةٌ اسْمُهَا هَاجَرُ، فَقَالَتْ سَــارَايُ لأَبْرَامَ: «هُوَذَا الرَّبُّ قَدْ أَمْسَكَنِي عَنِ الْوِلاَدَةِ. ادْخُلْ عَلَى جَارِيَتِي لَعَلِّي أُرْزَقُ مِنْهَا بَنِينَ». فَســَمِعَ أَبْرَامُ لِقَوْلِ سَارَايَ. "
وقد ذهب الكثير من الدارسين قبل الإكتشافات الأثرية ل "نوزى ومارى" أن هذه الجـارية كانت من بين الأملاك التى وهبها فرعون لإبراهيم فى تكوين ١٢ : ١٦  
فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْرًا بِسَبَبِهَا، وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ.
 تأسيسآ على عدم وجود ذكر لها قبل ذلك الحادث ، وكانت المشكلة التفسيرية هى كيف تكـــون تلك الجارية مع سائر الأملاك موهوبة لإبراهيم من فرعون ، وكيف يقول فى النص السابق الإشارة إليه أن "هاجر" كانت جارية "ساراى" إلى أن قطعت تلك الدراسات الأثرية الشك باليقين ليظـــــهر أن هذه الجارية كانت موهوبة لها منذ بداية زواجها ، أما بخصوص كونها مصرية فقد كان العُـرف فى ذلك الحين عند حدوث بعض المناوشات القَبَلية التى كانت تحدث بين الأقوام أن يكون المهزوم عبدآ أو جارية يباع ويُشترى من تجار الرقيق فى أى مكان ما لم يحتفظ المنتصِر به .
وبناء عليه فقد كان هناك عبيد وإماء أى جوارى من كل الجنسيات مع تجار الرقيق وهكـــــــذا آلت "هاجر" لسارة كجارية لها.
وجدير بالذكر أنه من خلال الآثار التى عثر عليها الباحثون فى منطقة "لاخــيش" و"مجـــدو" أنَّه  فى عصر الفرعون العظيم  أمنمحات الأول*٣5هو مؤسس الأســـــرة الثانية عشر ١٩٩١-1962  ق.م  تم تحقيق الأمن للحدود المصرية من الجهة الشرقية  واستكمل الفرعون أمنمحات الثالث هذا التأمين بالتوغل فى الأراضى السورية حتى مجدو شمال سوريا ، بهدف تأمــــــــــــين طريق تجارة فرعون إذ نما إلى علمه تزايد قطاع الطرق إشارة على ضعف الموارد الإقتصـــــادية فى ذلك الوقت فقد نتج عن هذه الحملات نضوب الموارد المالية بسبب فرار أصحاب الــــــــــــــثروة خارج الحدود الشــرقية لمصر وتزايدت المشكلة الإقنصادية تفاقمآ فى عصر سيزوســــــــتريس الثالث أيام أبرام ، مما دعا أبرام للجوء إلى مصر كما أسلفنا من قبل فى حديثنا عن إبراهيم .
وفى سفر التكوين الأصحاح الثالث عشر يروى لنا هذه الحادثة ، التى أثبت علماء الآثار حــــدوثها عن زيارة أو لحوء أبرام لمصر ، وما كان نتيجة لهذه الزيارة من حصول أبرام على هــــــــدايا من فرعون ومنها الدواب من حمير وجمال ولا ذكر للأحصنة ، مما يؤكد أن هذه الفـــــترة كانت سابقة على عصر الهكسوس الذين إستحدثوا إستخدام الأحصنة فكان إستـــــــــــخدامهم لها يُشَكِّل مفاجئة للمصريين .
أما سارة زوجة إبراهيم فيخبرنا الكتاب أنها عندما أعيتها السبل فى ولادة بنين دفعـــــــت بجاريتها لإبراهيم حتى تُرزَق بولادة بنين منها ، وكان من نصيب هاجر أن حملت بســــرعة مما جعل الغيرة تدب فى قلب ساراى خوفآ من نوال الأخيرة للحظوة فى عين رجلها أكثر منها ، لذلك ضايقتها حتى حاولت الهرب كما فى تكوين١٦  : ١ -  ٦

وَأَمَّا سَارَايُ امْرَأَةُ أَبْرَامَ فَلَمْ تَلِدْ لَهُ. وَكَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ مِصْرِيَّةٌ اسْمُهَا هَاجَرُ، فَقَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ: «هُوَذَا الرَّبُّ قَدْ أَمْسَكَنِي عَنِ الْوِلاَدَةِ. ادْخُلْ عَلَى جَارِيَتِي لَعَلِّي أُرْزَقُ مِنْهَا بَنِينَ». فَسَــمِعَ أَبْرَامُ لِقَوْلِ سَارَايَ فَأَخَذَتْ سَارَايُ امْرَأَةُ أَبْرَامَ هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةَ جَارِيَتَهَا، مِنْ بَعْدِ عَشَرِ سِنِينَ لإِقَامَـــــةِ أَبْـرَامَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَأَعْطَتْهَا لأَبْرَامَ رَجُلِهَا زَوْجَةً لَهُ فَدَخَلَ عَلَى هَاجَرَ فَحَبِلَتْ. وَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهَا حَــــــــــــبِلَتْ صَغُرَتْ مَوْلاَتُهَا فِي عَيْنَيْهَ فَقَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ: «ظُلْمِي عَلَيْكَ! أَنَا دَفَعْتُ جَارِيَتِي إِلَى حِضـــْنِكَ، فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهَا حَبِلَتْ صَغُرْتُ فِي عَيْنَيْهَا. يَقْضِي الرَّبُّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ  فَقَالَ أَبْرَامُ لِسَارَايَ: «هُوَذَا جَارِيَتُـــــكِ فِي يَدِكِ. افْعَلِي بِهَا مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكِ». فَأَذَلَّتْهَا سَارَايُ، فَهَرَبَتْ مِنْ وَجْهِهَا.
ولم يدفع "هاجر" للعودة سوى ظهور ملاك الله لها بعد أن وصــلت إلى "لحى رئى" وهى بالقرب من مدينة "رفح" حاليآ ، وكانت هذه الرحلة بمثابة خبرة لها بهذا الطريق*36   فقد ســــلكته من بعد عندما حررها إبراهيم بطرده لها وقد تمت ولادة إسماعيل عندما بلغ إبراهيم٨٦ سنة من العمر ، وامتحن الله إبراهيم وإسماعيل بإدخالهما إلى عهد الختان فاختتنا مع سائر الذكور الذين كانوا فى بيت إبراهيم كما فى تكوين ١٧  : ٢٥ - ٢٧  
  وَكَانَ إِسْمَاعِيلُ ابْنُهُ ابْنَ ثَلاَثَ عَشَرَةَ سَنَةً حِينَ خُتِنَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ  فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِـــــــــهِ خُتِنَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ ابْنُهُ  وَكُلُّ رِجَالِ بَيْتِهِ وِلْدَانِ الْبَيْتِ وَالْمُبْتَاعِينَ بِالْفِضَّةِ مِنِ ابْنِ الْغَرِيبِ خُتِنُوا مَعَهُ
وكان فى نفس يوم الختان أن وعد الله إبراهيم بولادة إسحق بالرغم من أن إبراهيم كان قد وصــــل إلى قناعة بأن إسماعيل هو الإبن الوحيد له وهذا ما نجده فى خطابه مع الله فى تكوين١٧ : ١٨  
 وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ ِللهِ: "لَيْتَ إِسْمَاعِيلَ يَعِيشُ أَمَامَكَ!".
ولكن الله أجاب إبراهيم بأن إسماعيل سيولد له 12رئيسآ نسلآ له ( والمقصود بلقب رئيـــــــس أى شيخ أو أب لقبيلة ) وسيكون أمة عظيمة . 
راجع تكوين ١٧ : ٢٠
 
وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيرًا جِدًّا. اِثْنَيْ عَشَرَ رَئِيســـــًا يَلِدُ، وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً.
  
تكوين  ١٦ : ١١  
وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: "هَا أَنْتِ حُبْلَى، فَتَلِدِينَ ابْنًا وَتَدْعِينَ اسْمَهُ إِسْـــــــــــمَاعِيلَ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ لِمَذَلَّتِكِ"
   
تكوين ٢٥ : ١٣ - ١٦
وَهذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بِأَسْمَائِهِمْ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ، وَقِـــــــــيدَارُ، وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ.هؤُلاَءِ هُمْ بَنُو إِسْمَاعِيلَ، وَهذِهِ أَسْمَاؤُهُمْ بِدِيَارِهِمْ وَحُصُونِهِمْ. اثْنَا عَشَرَ رَئِيسًا حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ.    
 
وعندما بلغ إسماعيل سن السادسة عشر أقام إبراهيم إحتفالآ عظيمآ بولادة إســـــحق راجع تكوين ٢١  : ٨ 
 8فَكَبِرَ الْوَلَدُ وَفُطِمَ. وَصَنَعَ إِبْرَاهِيمُ وَلِيمَةً عَظِيمَةً يَوْمَ فِطَامِ إِسْحَاقَ.
لذلك دخلت الغيرة قلب إسماعيل من إسحق حيث لاحظ شدة الإهتمام به ، ويفسر الدارســــــون هذا الإهتمام الشديد به ، لإدراك إبراهيم وزوجته أن إسحق هو ابن الموعد ، راجع رومية ٩ : ٧ - ٩
وَلاَ لأَنَّهُمْ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ هُمْ جَمِيعًا أَوْلاَدٌ. بَلْ "بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ." أَيْ لَيْسَ أَوْلاَدُ الْجَسَدِ هُمْ أَوْلاَدَ اللهِ، بَلْ أَوْلاَدُ الْمَوْعِدِ يُحْسَبُونَ نَسْلاًلأَنَّ كَلِمَةَ الْمَوْعِدِ هِيَ هذِهِ:"أَنَا آتِي نَحْوَ هذَا الْوَقـــــــــْتِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ ابْنٌ".
وكذلك فى غلاطيه ٤  : ٢٨  -٣٠  
وَأَمَّا نَحْنُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ فَنَظِيرُ إِسْحَاقَ، أَوْلاَدُ الْمَوْعِدِ وَلكِنْ كَمَا كَانَ حِينَئِذٍ الَّذِي وُلِدَ حَسَبَ الْجَـــــــسَدِ يَضْطَهِدُ الَّذِي حَسَبَ الرُّوحِ، هكَذَا الآنَ أَيْضًا.
 لكِنْ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ "اطْرُدِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، لأَنَّهُ لاَ يَرِثُ ابْنُ الْجَارِيَةِ مَعَ ابْنِ الْحُرَّةِ".
ونلاحظ هنا تعبيره "يضطهد""يضطهد باليونانية" إيديوكين  *٣٧ 
لوصف حالة السخرية التى يصفها العهد القديم لإسماعيل من إسحق ، كما أنه يستخدم الرمزية فى الحديث عن العهد القديم بوصفه يمثل المولود الأول ( أى ) إسماعيل ، والعهد الجـــــديد الذى يمثل المولود الثانى (أي) إسحق لذلك كان العهد الجديد هو عهد الحرية التى منحــــــــــها الله لشعبه من عبودية الناموس القديم ولكن إبراهيم لم يكن يريد أن يطيع زوجته سارة فى هذه الرغبة فى طرد هاجر ، بينما أيَّد الله تلك الرغبة كما فى تكوين ٢١ : ١٢ ، ١٣   
  فَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «لاَ يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الْغُلاَمِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا، لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ ، وَابْنُ الْجَارِيَةِ أَيْضًا سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ
وأقنع *٣٤ الله إبراهيم لقبول الأمر لذلك لم يكن طرده لهاجر معناه التخلى عنهما ولكن كان نوع من التسليم بإرادة الله القادرة على أن تتعهد الغلام وأمه ، فكان هذا الإيمان صحيحآ فبالفعل أنقــــــذ الله الغلام بإظهار ملاكه لهاجر حتى يرشدها لبئر الماء لكى ينجوا معآ من الهلاك ظمأَ وهذا نراه فى تكوين ٢١  : ١٤  - ٢٠ 
 فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحًا وَأَخَذَ خُبْزًا وَقِرْبَةَ مَاءٍ وَأَعْطَاهُمَا لِهَاجَرَ، وَاضِعًا إِيَّاهُمَا عَلَى كَتِفِـــــهَا، وَالْوَلَدَ، وَصَرَفَهَا. فَمَضَتْ وَتَاهَتْ فِي بَرِّيَّةِ بِئْرِ سَبْعٍ ، وَلَمَّا فَرَغَ الْمَاءُ مِنَ الْقِرْبَةِ طَرَحَتِ الْوَلَدَ تَحـــــْتَ إِحْدَى الأَشْجَارِ، وَمَضَتْ وَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ بَعِيدًا نَحْوَ رَمْيَةِ قَوْسٍ، لأَنَّهَا قَالَتْ: «لاَ أَنْظُرُ مَــــــــــــوْتَ الْوَلَدِ». فَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ وَرَفَعَتْ صَوْتَهَا وَبَكَتْفَسَمِعَ اللهُ صَوْتَ الْغُلاَمِ، وَنَادَى مَلاَكُ اللهِ هَاجَرَ مِنَ السَـــــّمَاءِ وَقَالَ لَهَا: «مَا لَكِ يَا هَاجَرُ؟ لاَ تَخَافِي، لأَنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ لِصَوْتِ الْغُلاَمِ حَيْثُ هُوَ قُومِي احْـــمِلِي الْغُلاَمَ وَشُدِّي يَدَكِ بِهِ، لأَنِّي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً وَفَتَحَ اللهُ عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ، فَذَهَبَتْ وَمَلأَتِ الْقـِرْبَةَ مَاءً وَسَقَتِ الْغُلاَمَ ، وَكَانَ اللهُ مَعَ الْغُلاَمِ فَكَبِرَ، وَسَكَنَ فِي الْبَرِّيَّةِ، وَكَانَ يَنْمُو رَامِيَ قَوْسٍ.
نفس هذه البئر سبق إبراهيم *٣٨  أن حررها من ملكية أبيمالك الذى كان قد إســـــــتولى عليها عن طريق المفاوضات السلمية فإتخذت إسمها "بئر سبع" من السبعة النعاج التى قام إبــراهيم بذبحها كمصالحة للطرفين وكثمن نهائى للبئر ، وبالطبع لم تكن هاجر قادرة على التــــــــــعرف على شىء وبالطبع كانت تعرف أنها كانت بالقرب من تلك البقعة التى يملكها إبراهيم كذلك ، ولكن بإرشـــــــاد الملاك لها ظلت مقيمة مع إسماعيل فى تلك البقعة ، حتى يظل الغلام بالقرب من أملاك والـده بدون التزاحم مع إسحق وسارة راجع تكوين ٢١  :٢١ - ٣٤ 
وَحَدَثَ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ أَنَّ أَبِيمَالِكَ وَفِيكُولَ رَئِيسَ جَيْشِهِ كَلَّمَا إِبْرَاهِيمَ قَائِلَيْنِ: «اللهُ مَعَكَ فِي كُلِّ مَا أَنْتَ صَانِعٌ ، فَالآنَ احْلِفْ لِي بِاللهِ ههُنَا أَنَّكَ لاَ تَغْدُرُ بِي وَلاَ بِنَسْلِي وَذُرِّيَّتِي، كَالْمَعْرُوفِ الَّذِي صَــنَعْتُ إِلَيْكَ تَصْنَعُ إِلَيَّ وَإِلَى الأَرْضِ الَّتِي تَغَرَّبْتَ فِيهَا ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «أَنَا أَحْلِفُ وَعَاتَبَ إِبْرَاهِيمُ أَبِيمَـــــالِكَ لِسَبَبِ بِئْرِ الْمَاءِ الَّتِي اغْتَصَبَهَا عَبِيدُ أَبِيمَالِكَ فَقَالَ أَبِيمَالِكُ: «لَمْ أَعْلَمْ مَـــــــــنْ فَعَلَ هذَا الأَمْرَ. أَنْتَ لَمْ تُخْبِرْنِي، وَلاَ أَنَا سَمِعْتُ سِوَى الْيَوْمِ،   فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ غَنَمًا وَبَقَرًا وَأَعْطَى أَبِيـــــــــمَالِكَ، فَقَطَعَا كِلاَهُمَا مِيثَاقًا ، وَأَقَامَ إِبْرَاهِيمُ سَبْعَ نِعَاجٍ مِنَ الْغَنَمِ وَحْدَهَا ، فَقَالَ أَبِيمَالِكُ لإِبْرَاهِيمَ: "مَا هـــــــــِيَ هذِهِ السَّبْعُ النِّعَاجِ الَّتِي أَقَمْتَهَا وَحْدَهَا؟.
فَقَالَ: «إِنَّكَ سَبْعَ نِعَاجٍ تَأْخُذُ مِنْ يَدِي، لِكَيْ تَكُونَ لِي شَهَادَةً بِأَنِّي حَفَرْتُ هذِهِ الْبِئْرَ
 لِذلِــــــــكَ دَعَا ذلِكَ الْمَوْضِعَ «بِئْرَ سَبْعٍ»، لأَنَّهُمَا هُنَاكَ حَلَفَا كِلاَهُمَا فَقَطَعَا مِيثَاقًا فِي بِئْرِ سَبْعٍ، ثُمَّ قَامَ أَبِيمَـــــالِكُ وَفِيكُولُ رَئِيسُ جَيْشِهِ وَرَجَعَا إِلَى أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَغَرَسَ إِبْرَاهِيمُ أَثْلاً فِي بِئْرِ سَبْعٍ، وَدَعَا هُنـــــــَاكَ بِاسْمِ الرَّبِّ الإِلهِ السَّرْمَدِيِّ وَتَغَرَّبَ إِبْرَاهِيمُ فِي أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَيَّامًا كَثِيرَةً."
وهنا يلاحظ الدارس ما يمكن أن يُطلَق عليه إسم " السلوك الهاجرى " فماذا عنه ؟
السلوك الهاجَرى*٣٩ 
The Hagarian behavior .


لقد كان معنى الطرد بالنسبة لهاجر هو التحرير من رِق العبودية ل "سارة" وهذا مــــعناه أن كل تاريخ معاناتها مع العبودية التى خضعت لها طيلة الأعوام التى مرت عليها منذ باعها التـــــــــــجار كجارية حتى تلك اللحظة التى طردت فيها قد تبخرت وإنتهت وحان الوقت بالنسبة لها بإســـــــتعادة كيانها كمصرية حرة ، أم لإبن والده يقطن على مسافة ليــــست بعيدة عن المكان الذى إستقرت فيه وبالرغم من أن الطريق الذى سلكته فى رحلتها سبق لها أن ســــــــــلكته من قبل عندما هربت من سيدتها وهى حُبلى ب إسماعيل قبل ولادته حتى وصلت إلى " لحى رئـــــى" قرب " رفح" الحالية
 تكوين ١٦  : ٦  - ١١
فَقَالَ أَبْرَامُ لِسَارَايَ: «هُوَذَا جَارِيَتُكِ فِي يَدِكِ. افْعَلِي بِهَا مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْــــــــــكِ». فَأَذَلَّتْهَا سَارَايُ، فَهَرَبَتْ مِنْ وَجْهِهَافَوَجَدَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ عَلَى عَـــيْنِ الْمَاءِ فِي الْبَرِّيَّةِ، عَلَى الْعَيْنِ الَّتِي فِي طَرِيقِ شُورَ وَقَالَ: «يَا هَاجَرُ جَارِيَةَ سَارَايَ، مِنْ أَيْنَ أَتَيْتِ؟ وَإِلــــــَى أَيْنَ تَذْهَبِينَ؟». فَقَالَتْ: «أَنَا هَارِبَةٌ مِنْ وَجْهِ مَوْلاَتِي سَارَايَفَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «ارْجِعِي إِلَى مَوْلاَتـــــــِكِ وَاخْضَعِي تَحْتَ يَدَيْهَا». وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ نَسْلَكِ فَلاَ يُعَدُّ مِنَ الْكَثْرَةِ». وَقَالَ لَهَا مَــــــلاَكُ الرَّبِّ: «هَا أَنْتِ حُبْلَى، فَتَلِدِينَ ابْنًا وَتَدْعِينَ اسْمَهُ إِسْمَاعِيلَ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ لِمَذَلَّتِكِ.
ولكنها الآن قد تجاوزت تلك المسافة ودخلت إلى داخل الحدود المــــــصرية التى تشعر فيها بالأمان
وبالحرية من عبوديتها الماضية ، ولكن الماء الذى معها لا يكفيها للتوغل أبعد من ذلك.
ولعله من المناسب أن نذكر أن إبراهيم٤٠ * كان يدرك مدى تشوق هاجر للتوغل فى الأراضـى المصرية مما يمنعه بالتالى من قُربه من ولده إسماعيل لذلك كان تموين الماء المُسَــــــــّلَم لها يكاد يكفيها حتى تكون قريبة من حدود مكان تواجده عند بئر سبع.
وقد سبق أن أوضحنا كيف أن تلك البئر كان إبراهيم حريصآ على الإحــــتفاظ بها رغم عدم أهميتها القصوى له بسبب بُعدِها ، فقد كان غير مستعد للتخلى عن ابنه.
ويبدو أن السلوك الهاجرى كان مُتَوَقعآ لدى إبراهيم لأنها كان لا بد لها لكى تسرع فى التوغل داخل مصر أن تتجه صوب الجنوب ، وهذا هو ما فعلته بالضبط حيث إنحــــرفت جنوبآ لإختصار المسافة وبذلك صارت فى بئر سبع.
ولأنها إختبرت أن مقصدها صعب المنال وأنها لن تستطيع أن تخاطر بالتــــــوغل فى هذه الصحراء بدون ماء فضلت ، مثلها مثل أى أم ، أن تتوسم فى غلامها تحقيقآ لأحلامها فقامت بتزويجه بزوجة من المصريين الذين تصادف لها أن عثرت عليهم حتى يشـــــــب الفتى هو وأسرته بهذه المصاهرة على علاقة بالمصريين ، وفى نفس الوقت لا يُحرَم من ميراث أبيه حيث يكون على مقربة منه كما يصرح بذلك فى تكوين ٢١  : ٢٠ ، ٢١  حيث يقول
وَكَانَ اللهُ مَعَ الْغُلاَمِ فَكَبِرَ، وَسَكَنَ فِي الْبَرِّيَّةِ، وَكَانَ يَنْمُو رَامِيَ قَوْسٍ وَسَكَنَ فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ، وَأَخَذَتْ
 لَهُ أُمُّهُ زَوْجَةً مِنْ أَرْضِ مِصْرَ.
لقد كان فى موقعه هذا بين جميع إخوته أى قريبآ من إسحق وفى نفس الوقت قريب من المـصريين وفى الجنوب كان المديانيون من أبناء قطورة زوجة إبراهيم والده فيما بعد .
وهذا ما نجده فى تكوين٢٥ : ١٢  - ١٨
وَهذِهِ مَوَالِيدُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، الَّذِي وَلَدَتْهُ هَاجَرُ الْمِصْرِيَّةُ جَارِيَةُ سَارَةَ لإِبْرَاهِيمَ ، وَهذِهِ أَسْـمَاءُ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بِأَسْمَائِهِمْ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ، وَقِيدَارُ، وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ ، وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا ،  وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ ، هؤُلاَءِ هُمْ بَنُو إِسْمَاعِيلَ، وَهذِهِ أَسْـــــــمَاؤُهُمْ بِدِيَارِهِمْ وَحُصُونِهِمْ. اثْنَا عَشَرَ رَئِيسًا حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ ، وَهذِهِ سِنُو حَيَاةِ إِسْمَاعِيلَ: مِئَةٌ وَسَبْعٌ وَثَلاَثُونَ سَنَةً، وَأَسْلَمَ رُوحَهُ وَمَاتَ وَانْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ.
 وَسَكَنُوا مِنْ حَوِيلَةَ إِلَى شُورَ الَّتِي أَمَامَ مِصْرَ حِينَمَا تَجِيءُ نَحْوَ أَشُّورَ. أَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ نَزَلَ.
وإذا عدت للخريطة سوف تلاحظ أن "برية شور" هى المنطقة الشمالية الغربية لســيناء او "برية سين"وأنك إذا جئت من مصر من جهة الجنوب ومن الغرب فإنك ســــــتمر على برية شور إذا كنت تريد الذهاب من مصر إلى أشور (وهى المنطقة الكائنة شمال بلاد ما بين النهرين وشرق ســـــوريا الحاليه) هذه المنطقة التى كان اسمها أشور والتى تحولت عبر السنون إلى أشّـــــــــوريا ثم صارت سوريه
 *٣٧
أما برية فاران فهى المنطقة الواقعة بين العريش ورفح المصرية حتى بئر سبع أى الجزء الشـمالى الشرقى لبرية سين أى سيناء ، وأُطلق على هذه المنطقة اسم "برية فـــــــاران" وكانت "حويلة" بالقرب من العقبة الأردنية فى صحراء النقب .(راجع الخريطة)
وأما مسألة بقاء إسماعيل شمال شرق شبه الجزيرة العربية فالأدلة عليه كثيره ،  ولكن هذه الأدلة لا تمنع أن إسماعيل ونسله الذى كانوا يعتمدون على التجارة وعلى الغزو بالــقوة كما يتضح من سلوكهم عبر التاريخ فقد كانت حدود تحركاتهم فى سبيل هذه الأغراض محصــــورة فى الخريطة التالية


السهم الذى باللون الأحمر فى الخريطة يشير إلى تحركات القبائل الإسماعيليه نحو بلاد ما بين النهرين فى رحلات تجارية عبر المنطقة التى كان يسكنها عرب شمال شبه الجزيرة العربية أو جنوب الشام وهم أبناء إبراهيم من "قطورة" العربية التى أنجبت له مديان ومدان وددان ويشباق وشوحا وصرفهم إبراهيم شرقآ حتى لا يزحموا إبنه إسحق فى الميراث تكوين 25 : 6 راجع المقال السابق بخصوص أبناء إبراهيم من قطورة
وهناك ثلاثة عشر دليلآ على أن إسماعيل قد إتخذ من برية فاران (شمال شرق شبه جزيرة سـيناء) موطنآ له
  
١ -سيد الأدلة الكتاب المقدس ذاته الذى يشهد بأنه سكن مقابل جميع إخوته
تكوين ٢١   : ٢٠ ، ٢١  
وَإِنَّهُ يَكُونُ إِنْسَانًا وَحْشِيًّا، يَدُهُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ، وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَيْهِ، وَأَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ يَسْكُنُ"
.وكذلك تكوين ٢٥  : ١٨  
"وَسَكَنُوا مِنْ حَوِيلَةَ إِلَى شُورَ الَّتِي أَمَامَ مِصْرَ حِينَمَا تَجِيءُ نَحْوَ أَشُّورَ. أَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ نَزَلَ".
٢ - تحديد الكتاب لمكان وموقع سكناه من حويلة إلى شور التى هى مقابل مصر حينمـــا تجىء إلى أشور وشمال شرق شبه جزيرة سيناء هى فقط التى ينطبق عليها هذا التحديد الجغرافى.
 
٣-وجوده بالقرب من "إسحق" أخيه عند وفاة إبراهيم والدهم بحيث كان قادرآ على الوصول إليه فى أقل من مسيرة يوم حيث دفناه فى قبر مغارة المكفيلة (تحت الحرم الإبراهيمى بالخلــــيل  حاليآ) حيث سبق أن دفن إبراهيم هناك سارة امرأته راجع تكوين ٢٥  : ٩ ،١٠
  وَدَفَنَهُ إِسْحَاقُ وَإِسْمَاعِيلُ ابْنَاهُ فِي مَغَارَةِ الْمَكْفِيلَةِ فِي حَقْلِ عِفْرُونَ بْنِ صُوحَرَ الْحِثِّيِّ الَّذِي أَمــــــَامَ مَمْرَا، 
وهى فى الْحَقْلِ الَّذِي اشْتَرَاهُ إِبْرَاهِيمُ مِنْ بَنِي حِثٍّ. هُنَاكَ دُفِنَ إبراهيم وسارة امرأته من قبل.
٤ - وجوده بالقرب من مساكن إسحق أخيه حتى تمكن عيسو أبن إسحق من رؤية بسمة ابنة عمه إسماعيل وأحبها وتزوجها وأنجب منها " أليفاز بكره ورعوئيل أبنه الثانى" (راجع تكوين ٣٦  : ٣ ،٤
وَبَسْمَةَ بِنْتَ إِسْمَاعِيلَ أُخْتَ نَبَايُوتَ. فَوَلَدَتْ عَدَا لِعِيسُو أَلِيفَازَ، وَوَلَدَتْ بَسْمَةُ رَعُوئِيلَ،  
 ٥- أن أحفاده كان منهم القافلة التى قامت ببيع يوسف للمصريين بمشاركة  أبناء عمومـــــتهم من المديانيين  أبناء إبراهيم من قطورة قارن بين تكوين٣٩  : ١ 
وَأَمَّا يُوسُفُ فَأُنْزِلَ إِلَى مِصْرَ، وَاشْتَرَاهُ فُوطِيفَارُ خَصِيُّ فِرْعَوْنَ رَئِيسُ الشُّرَطِ، رَجُلٌ مِصْـرِيٌّ، مِنْ يَدِ الإِسْمَاعِيلِيِّينَ الَّذِينَ أَنْزَلُوهُ إِلَى هُنَاكَ
 والنص الموجود فى تكوين ٣٧  : ٢٥  
 ثُمَّ جَلَسُوا لِيَأْكُلُوا طَعَامًا. فَرَفَعُوا عُيُونَهُمْ وَنَظَرُوا وَإِذَا قَافِلَةُ إِسْمَاعِيلِيِّينَ مُقْبِلَةٌ مِنْ جِلْعَادَ، وَجِمَالُهُمْ حَامِلَةٌ كَثِيرَاءَ وَبَلَسَانًا وَلاَذَنًا، ذَاهِبِينَ لِيَنْزِلُوا بِهَا إِلَى مِصْرَ
مع النص الموجود فى تكوين ٣٧ : ٣٦
 وَأَمَّا الْمِدْيَانِيُّونَ فَبَاعُوهُ فِي مِصْرَ لِفُوطِيفَارَ خَصِيِّ فِرْعَوْنَ، رَئِيسِ الشُّرَطِ– فالصـــــــفقة كانت من بدايتها لنهايتها ملكآ للإسماعيليين ولكنهم إستخدموا المديانيين كوس،يط تجارى لهم أمام فوطيفار
٦  - طبيعة السلوك الهاجرى فى طلب هاجر للحرية داخل حدود مصر وفى نفس الوقت قرب أملاك إبراهيم 
٧ - فى سفر القضاة ٨ :  ٢٤-٢٦ كان الخوف من هجوم الإسماعيليين قائم بسبب قربهم من الجوار ، فبعد دخول شعب بنى إسرائيل إلى أرض كنعان هاجمهم "المديانيون" ولكن يبدو من شدة إختلاط المديانيون بالإسماعيليون وتبنى المديانيون لثقافة الإســــــــماعيليون وتقليدهم فى أزيائهم وطبيعة نشاطهم ( مما يدل على سيادة قوة بنو إسماعيل ) تأثروا بهم فى لبس الأقـــراط فى أنوفهم وآذانهم حتى إختلط الأمر على بنى إسرائيل فى البداية وظنوهم من الإسماعيليين.
 ثُمَّ قَالَ لَهُمْ جِدْعُونُ: «أَطْلُبُ مِنْكُمْ طِلْبَةً: أَنْ تُعْطُونِي كُلُّ وَاحِدٍ أَقْــرَاطَ غَنِيمَتِهِ». لأَنَّهُ كَانَ لَهُمْ أَقْرَاطُ ذَهَبٍ لأَنَّهُمْ إِسْمَاعِيلِيُّونَ  فَقَالُوا: «إِنَّنَا نُعْطِي». وَفَرَشُوا رِدَاءً وَطَرَحُوا عَلَيْهِ كُلُّ وَاحِدٍ أَقْرَاطَ غَنِيمَتِهِ
 وَكَانَ وَزْنُ أَقْرَاطِ الذَّهَبِ الَّتِي طَلَبَ أَلْفًا وَسَبْعَ مِئَةِ شَاقِل ذَهَبًا، مَا عَدَا الأَهِلَّةَ وَالْحـــــــــــَلَقَ وَأَثْوَابَ الأُرْجُوَانِ الَّتِي عَلَى مُلُوكِ مِدْيَانَ، وَمَا عَدَا الْقَلاَئِدَ الَّتِي فِي أَعْنَاقِ جِمَالِهِمْ..
ومن الجدير بالذكر أن ملوك مديان هؤلاء هم الذين أطلق عليهم جدعون إسم إسماعيليين وبقراءة النص كله تكتشف أنهم مديانيون وليسوا إسماعيليون.
 
ومن جلال وصدق الكتاب المقدس فإنه ذكر إستخـــــــــدامهم للجمال هنا فى الحروب وهذا هوأول تسجيل تاريخى لإستئناس الجمل على مر التاريخ البشرى كله وقد كان الإســـماعيليون هم أول من استئنسه وقلدتهم الشعوب المجاورة بداية من بنو عمومتهم من المديانيون.
 والأمر الجدير بالذكر كذلك تفرد الكتاب المقدس فى هذا النص بوصف حديث مفصل للــــــزى الذى تميز به الإسماعيليون والإكسسوارات التى إستخدموها .
٨  - التعبير " جحش الفراء " المذكور فى سفر أيوب١١  : ١٢ 
 أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ، وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ
 وفى أيوب ٢٤  : ٥  
 هَا هُمْ كَالْفَرَاءِ فِي الْقَفْرِ يَخْرُجُونَ إِلَى عَمَلِهِمْ يُبَكِّرُونَ لِلطَّعَامِ. الْبَادِيَةُ لَهُمْ خُبْزٌ لأَوْلاَدِهِمْ
وفى أيوب ٣٩  : ٥  
مَنْ سَرَّحَ الْفَرَاءَ حُرًّا، وَمَنْ فَكَّ رُبُطَ حِمَارِ الْوَحْشِ؟ 
وهى أوصاف لجأ إليها أيوب للتعبير عن التوحش فى الصحراء وهى تعطـــينا فكرة عن سر تسمية مكان سكن إسماعيل بأنها "برية فاران" وذلك كناية عن توحش إسماعــيل ونسله كما كانت النبوة بخصوصه فى تكوين١٦  : ١٢ 
  وَإِنَّهُ يَكُونُ إِنْسَانًا وَحْشِيًّا، يَدُهُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ، وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَيْهِ، وَأَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ يَسْكُنُ
والجدير بالذكر أن سفر أيوب هو أقدم أسفار الكتاب المقدس ، ويعتقد العلماء أن شـــــــــعب بنى إسرائيل حملوه معهم عند دخولهم لأرض مصر فقد كان هذا الكتاب معروفآ فى أيام إبراهيم ونســله ومنهم إسماعيل ذاته ، ولذلك صار فى الموروث الفولكلورى لبدو سيناء حتى  اليوم الإحـــــــــتفال بأربعاء أيوب وخصوصآ سكان العريش منهم وقد كان هناك الطريق الذى يصــــــل مصر من الشام للتجارة بموازاة البحر الكبير ( البحر الأبيض اليوم ) فهذا الفولكلور يؤكد أصل التــــــــــــناسل عن إسماعيل
٩ الدليل اللغوى حيث توجد تعبيرات من *42 اللغة الأصلية التى تم إشــــــــتقاق اللغتين العربية والعبرانية منها فى لهجتهم المحلية حتى اليوم مثل مايم أى مياه وبِت أى بنت --- ألخ
١٠  - تكرار إسم إسماعيل بين هذه الأمة العبرانية يجعلنا نشك فى قصة سكان الجزيرة العربية فى روايتهم عن إبراهيم وإسماعيل اللذان قاما ببناء بيت العبادة لهما أولآ:- لأنه كان لعبـادة الأوثان ، 
وثانيآ :- لتكرار هذه التسمية  
 
ولا سيما فإن إبراهيم المقصود فى هذه الرواية هو "إبراهيم بن آزر" بينما كان إبراهــــــــيم والد إسماعيل المقصود هنا هو " إبراهيم بن تارح بن ناحوربن سروج بن رعو بن فالج بن عابر" وأن العرب ينتمون ليقطان بن عابر شقيق جد إبراهيم .
١١ أن الزمزميين أو الزوزيين أقرباء العرب الرفائيين الذين ينتمى إليهم "إبراهـــــــيم بن آزر" فيما تقوله قصتهم كانوا من بين الأجناس الوافدة لفلسطين أو أرض كنعان أيام "إبراهيم بن تارح" الذى نعرفه وأنه تعامل معهم بما أنهم كانوا من بين الأقوام التى تحالف معها لوط إبن أخـــــيه وتم أسرهم معه وقام إبراهيم من تخليصهم من الأسر فى تكوين١٤ : ٥ 
وَفِي السَّنَةِ الرَّابِعَةَ عَشَرْةَ أَتَى كَدَرْلَعَوْمَرُ وَالْمُلُوكُ الَّذِينَ مَعَهُ وَضَرَبُوا الرَّفَائِيِّينَ فِي عَشـــــــْتَارُوثَ قَرْنَايِمَ، وَالزُّوزِيِّينَ فِي هَامَ، وَالإِيمِيِّينَ فِي شَوَى قَرْيَتَايِمَ.
 وكان لهم وجود حتى فى أيام موسى فى تثنية ٢ : ٢٠
هِيَ أَيْضًا تُحْسَبُ أَرْضَ رَفَائِيِّينَ. سَكَنَ الرَّفَائِيُّونَ فِيهَا قَبْلاً، لكِنَّ الْعَمُّونِيِّينَ يَدْعُونَهُمْ زَمْزُمِيِّينَ 
 وأنهم قد تم أسر بعضهم مع المسبيين إلى بابل
 وقد عادوا مع سائر من عاد من أرض السبى ثم عادوا لبلادهم الأصلية فى الجنوب فيما بعد وأن التضاريس الصعبة بين كنعان وبئر الزمزميين فى الجنوب تجعل من الصعب على سكان كنعان من التوغل جنوبآ إلا إذا سلك طريق جنوب الشام فى منطقة جنوب الأردن أو بمحاذاة منطقة أور جنوب الكويت حاليآ 
١٢ - لم يكن من السهل على إبراهيم بن تارح أن يمضى صوب الجنوب لكى ينازع أبناء عمومته بنو يقطان فى مساكنهم ، ولم يكن فى حياته أى ميول للغزو بدليل كل معاملاته مع سكان المنطقة ، وكان الطريق إلى مساكنهم فى الجنوب أولآ: كان الطريق إلى مساكنهم شاق بلا طائل من ورائه بدليل هجرة أهلها للسكن فى كنعان ، وثانيآ : يخالف دعوة الله له الذى أمره بالرحيل والسكن فى أرض كنعان
١٣  - لا يوجد دليل أثرى واحد على القيام بمثل هذه الرحلة المفترضة*٤٣ 
------------------------------------
المراجع :- A.R.FAUSSET "Fausset's Bible Dictionary " Zoondervan publishing House- Michigan*٣٢ .
 ٣٣ ، -H.C. Leupold., " Exposition of Genesis" 1942
*٣٤ - C.F.Keil , " Biblical Commentary on the Old Testament " 1, The Pentateuch, 1949
٣٥ *-J.B.Pritchard " Ancient Near Eastern Texts " , 1950
*٣٦    - " Annual of The American Schools of Oriental Research
"δίωκεν  **٣٧ 
٣٨ 
- A.R.FAUSSET "Fausset's Bible Dictionary " Zoondervan publishing House . Michigan
٣٩ -H.C. Leupold., " Exposition of Genesis" 1942
٤٠ - C.F.Keil , " Biblical Commentary on the Old Testament " 1, The Pentateuch, 1949
٤١ -J.B.Pritchard " Ancient Near Eastern Texts " , 1950
٤٢ - " Annual of The American Schools of Oriental Research"
٤٣ - " Bulletin of The American Schools of Oriental Researches  

د.ق.جوزيف المنشاوى
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق