السبت، 9 نوفمبر 2013

العيلاميــــــــــــــون

 العيلاميون


خريطة توضح موقع وحدود منطقة عيلام شمال الخليج العربى وجنوب شرق العراق حاليآ

عيلام هو الإسم القديم لمنطقة "خوزستان" يُرويها "نهر الكرخ" وهو أحد فــروع نهر دجلة ، وتقع شمال الخليج الفارسى العربى ، وترتبط حضارتهم بصلات وثيقة بحضارة منــــــــطقة ما بين الرافدين وقد تم إكتشاف العديد من الآثار المكتوبة التى تثبت هذا الإرتباط(أنظر الصورة)
الصورة توضح الخط المسمارى المميز الذى كان يستخدمه العيلاميون 

وتعود هذه الأمة فى الأساس إلى نسل سام بن نوح فهم "ساميون*١٦٦ " راجع سفر التكوين ١٠  : ٢٢ 
بَنُو سَامٍ: عِيلاَمُ وَأَشُّورُ وَأَرْفَكْشَادُ وَلُودُ وَأَرَامُ.

الزيجورات وهى تعود لأزمنة بعيدة تبلغ 3000 سنة قبل الميلاد

وهناك أدلة أثرية تعود لعصر الملك "سرجون الأول" *١٦٧  البابلى عـــــــــام ٢٣٥٠  ق. م وخلفائه من بعده تفيد تأثر البابليون بالحضارة العيلامية ، فقد تم العثور على نقوش على حــــجر يصور آكاديآ وهو أثناء عملية كتابته باللغة الآكادية وهو مُقَدَم كهدية للحاكم العيلامى .
والوادى الجبلى الذى يقع لجهة الشمال وجهة الشرق كان يسمى بإسم إقليم " أنشـــان"
*١٦٨  وهو جزء لا يتجزأ من منطقة عيلام ، وكان السومريون *١٦٩  والساميين  يظــــــــنون أن هذه المنطقة كان يقطنها بعض الأرواح الشريرة ، ولكنهم كانوا مضطرين للمـــــــــــــرور بها ، لأن إجتيازها كان ضروريآ للوصول إلى مناجم المعادن الثمينة التى تقع بعدها فى الطريـــق من بلاد الرافدين إليها *١٧٠  .
وكانت العبادة عندهم تعتمد أحيانآ على تقديم ذبائح من البشر فكانوا يذبحون إنسـانآ عند إفتتاح هيكل أو إقامة كوبرى ، كما كانوا يقدمون ذبائح بشرية بالجملة عند موت الملك أو رئيس الكهنة أو أحد القادة المهمين وكذلك فى ظروف الكوارث الطبيعية كالزلازل او الإقتصادية عندما يحدث قحط .
ومن أشهر عاداتهم التى يلاحظها الأثريون إقامة ما يُسَمى بلغتهم"زيجورات"وهى فى الأصــل حفرة فى الأرض يتم دفن الميت المتوفى فيها ، وأحيانآ يضعون معه أثاثه وأمتعته ، وقد عَـثَــرَ الأثريون فيها على العديد من التحف والآثار الثمينة ، ثم يقيمون رُجْمَةً من الحــــــــجارة فوقها فتتشكل من خلال تراكمها بشكل هرمى
(أنظر الصورة)
.
وكانت عيلام تتحكم فى الطرق الرئيسية التى تؤدى إلى بلاد فارس ـ فاستفاد الــــــعيلاميون من موقعهم هذا بالإشتغال بقطع طرق التجارة والحصول على ثروات ضخمة .
ثم جاءت أسرة عيلامية قوية عام ٢٠٠٠  ق. م وقامت بالسيطرة على المدن البابلية الرئيســـية وحطمت قوة الحكام السومريين الذين كانوا يحكمون تلك المدن وعلى رأسها "أور"
*١٧١ 
 .
وفى هذه الآونة كان يحكمهم ملكهم "كدرلعومر
*١٧٢ 
 " ، ووجدنا هناك مخــــطوطات تذكره بل هناك من بين تلك المخطوطات ما هو مُوَّقَع بإسمه.

من بين التحف التى تم العثور عليها فى إحدى الزيجورات الخاصة بشخص إسمه "شونجا" وتمثل ما كان يسمى "زنبيل"

 وهو الملك المذكور فى عهد إبراهـــــيم أثناء حرب سدوم وعمورة التى تم أسر لوط فيها . راجع تكوين ١٤  : ١ 
وَحَدَثَ فِي أَيَّامِ أَمْرَافَلَ مَلِكِ شِنْعَارَ، وَأَرْيُوكَ مَلِكِ أَلاَّسَارَ، وَكَدَرْلَعَوْمَرَ مَلِكِ عِيلاَمَ، وَتِدْعَـالَ مَلِكِ جُويِيمَ،
.
وقام الملك"حمورابى"بطرد
هؤلاء العيلاميون من بابل عام ١٧٦٠  ق. م ولكن ظل هجومـــــــهم على بابل بالتحالف مع الحيثيين حتى سقط الحكم الأمورى من بابل حوالى عام ١٦٢٥  ق.م .
وكان الغزو "الكاشى
*١٧٣  
" قد أتى إليهم من وسط منطقة جبال "زاجروس *١٧٤ " ليُعــيد العيلاميون إلى عاصمتهم "سوسة *١٧٥ " ولكن أعاد العيلامـــــــــيون هجومهم عدة مرات فـــى الفترة الممتدة من عام ١٣٠٠  – ١١٢٠  ق.م  وكان من بين ما إستولوا عليه من بابل لوحــــــــة حمورابى أو مسلته فقد وضعوها فى"سوسة"عاصمتهم وتلى ذلك بعض الوقت من الهـــــــــدوء النسبى فى المنطقة من عام ١٠٠٠  ق. م حتى أيام حكم "سرجــــــــون الثانى الأشورى*١٧٦ " حوالى عام ٧٢١  – ٧٠٥ ق. م .
وقام"سنحاريب"و"أشوربانيبال" ملوك أشور بالهجوم عليهم وترحيل عدد كبير منـــهم إلى السامرة وأسكن مكانهم سكانآ سامريين قام بترحيلهم من السامرة راجع عزرا ٤  : ٩   ، ١٠
كَتَبَ حِينَئِذٍ رَحُومُ صَاحِبُ الْقَضَاءِ وَشِمْشَايُ الْكَاتِبُ وَسَائِرُ رُفَقَائِهِمَا الدِّينِيِّينَ وَالأَفَرَســـــــــــْتِكِيِّينَ وَالطَّرْفِلِيِّينَ وَالأَفْرَسِيِّينَ وَالأَرَكْوِيِّينَ وَالْبَابَلِيِّينَ وَالشُّوشَنِيِّينَ وَالدَّهْوِيِّينَ وَالْعِيلاَمِيِّينَ، وَسَـــــــــائِرِ الأُمَمِ الَّذِينَ سَبَاهُمْ أُسْنَفَّرُ الْعَظِيمُ الشَّرِيفُ وَأَسْكَنَهُمْ مُدُنَ السَّامِرَةِ، وَسَائِرِ الَّذِينَ فِي عَبْرِ النَّهـــــــْرِ وَإِلَى آخِرِهِ.
وفى إشعياء ١١  : ١١ 
وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ السَّيِّدَ يُعِيدُ يَدَهُ ثَانِيَةً لِيَقْتَنِيَ بَقِيَّةَ شَعْبِهِ، الَّتِي بَقِيَتْ، مِنْ أَشُّــــــــورَ، وَمِنْ 
مِصْرَ، وَمِنْ فَتْرُوسَ، وَمِنْ كُوشَ، وَمِنْ عِيلاَمَ، وَمِنْ شِنْعَارَ، وَمِنْ حَمَاةَ، وَمِنْ جَزَائِرِ الْبَــــحْرِ.
 
تمثال لرأس واحد من العيلاميون


*١٨١ وبعد سقوط أشور  وفد إليهم العديد من الجماعات ذات الأصول"الهندوأوربية *١٧٧"بــدايةً من عام ١٠٠٠  ق. م  ، وتمكن"تيسبس*١٧٨  "٦٧٥ - ٦٤٢  ق. م وهو أحد خلفاء كـورش من السيطرة على عيلام وأضاف لقب "ملك عيلام" إلى جملة ألقابه.
وكانت"سوسة" هى من أكبر أهم ثلاث مدن *١٧٩ فى عصر الإمبراطورية الفـارسية الوسيطة أو الوسطى *١٨٠  .
ولقد دعا إشعياء عيلام لكى تقوم بتحطيم بابل راجع إشعياء ٢١  : ٢
قَدْ أُعْلِنَتْ لِي رُؤْيَا قَاسِيَةٌ: النَّاهِبُ نَاهِبًا وَالْمُخْرِبُ مُخْرِبًا. اِصْعَدِي يَا عِيلاَمُ. حَاصِــــــرِي يَا مَادِي. قَدْ أَبْطَلْتُ كُلَّ أَنِينِهَا
وقد حدث ذلك بالفعل راجع دانيال ٨  : ٢
فَرَأَيْتُ فِي الرُّؤْيَا، وَكَانَ فِي رُؤْيَايَ وَأَنا فِي شُوشَانَ الْقَصْرِ الَّذِي فِي وِلاَيَةِ عِــــــــيلاَمَ، وَرَأَيْتُ فِي الرُؤيَا وَأَنَا عِنْدَ نَهْرِ أُولاَيَ.
  ولكن العدوان العيلامى على بابل تم رده  راجع إرميا ٢٥  : ٢٥  - ٢٧
وَكُلَّ مُلُوكِ زِمْرِي، وَكُلَّ مُلُوكِ عِيلاَمَ، وَكُلَّ مُلُوكِ مَادِي، وَكُلَّ مُلُوكِ الشِّمَالِ الْقَرِيبِينَ وَالْبَعِيدِينَ، كُلَّ وَاحِدٍ مَعَ أَخِيهِ، وَكُلَّ مَمَالِكِ الأَرْضِ الَّتِي عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ. وَمَلِكُ شِيشَكَ يَشْرَبُ بَعْدَهُمْ. وَتَقُـــــولُ لَهُمْ: «هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: اشْرَبُوا وَاسْكَرُوا وَتَقَيَّأُوا وَاسْقُطُوا وَلاَ تَقُومُوا مــِنْ أَجْلِ السَّيْفِ الَّذِي أُرْسِلُهُ أَنَا بَيْنَكُمْ.
وإرميا٤٩  : ٣٤  – ٣٩ 
كَلِمَةُ الرَّبِّ الَّتِي صَارَتْ إِلَى إِرْمِيَا النَّبِيِّ عَلَى عِيلاَمَ، فِي ابْتِدَاءِ مُلْكِ صِدْقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا قَائِــــــلَةً: «هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: هأَنَذَا أُحَطِّمُ قَوْسَ عِيلاَمَ أَوَّلَ قُوَّتِهِمْ. وَأَجْلِبُ عَلَى عِيلاَمَ أَرْبَعَ رِيَـــــــاحٍ مِنْ أَرْبَعةِ أَطْرَافِ السَّمَاءِ، وَأُذْرِيهِمْ لِكُلِّ هذِهِ الرِّيَاحِ وَلاَ تَكُونُ أُمَّةٌ إِلاَّ وَيَأْتِي إِلَيْهَا مَنْفِيُّو عِيلاَمَ. وَأَجْـعَلُ الْعِيلاَمِيِّينَ يَرْتَعِبُونَ أَمَامَ أَعْدَائِهِمْ وَأَمَامَ طَالِبِي نُفُوسِهِمْ، وَأَجْلِبُ عَلَيْهِمْ شَرًّا، حُــــــــمُوَّ غَضــــَبِي،

يَقُولُ الرَّبُّ. وَأُرْسِلُ وَرَاءَهُمُ السَّيْفَ حَتَّى أُفْنِيَهُمْ. وَأَضَعُ كُرْسِيِّي فِي عِيلاَمَ، وَأُبِــــيدُ مِنْ هُنَـــــــاكَ الْمَلِكَ وَالرُّؤَسَاءَ، يَقُولُ الرَّبُّ. «وَيَكُونُ فِي آخِرِ الأَيَّامِ أَنِّي أَرُدُّ سَبْيَ عِيلاَمَ، يَقُولُ الرَّبُّ».
وكذلك فى إشعياء ٢٢  : ٦  فَعِيلاَمُ قَدْ حَمَلَتِ الْجَعْبَةَ بِمَرْكَبَاتِ رِجَال فُرْسَانٍ، وَقِيرُ قَدْ كَـــــــــــشَفَتِ الْمِجَنَّ.
وحزقيال ٣٢  : ٢٤ 
هُنَاكَ عِيلاَمُ وَكُلُّ جُمْهُورِهَا حَوْلَ قَبْرِهَا، كُلُّهُمْ قَتْلَى سَاقِطُونَ بِالسَّيْفِ، الَّذِينَ هَبَطُوا غُلْفـــــًا إِلَى الأَرْضِ السُّفْلَى، الَّذِينَ جَعَلُوا رُعْبَهُمْ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ. فَحَمَلُوا خِزْيَهُمْ مَعَ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ.
وكان من ضمن المحتشدين يوم الخمسين"عيلاميون"فى سفر الأعمال ٢  : ٩ 
فَرْتِيُّونَ وَمَادِيُّونَ وَعِيلاَمِيُّونَ، وَالسَّاكِنُونَ مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ، وَالْيَهُودِيَّةَ وَكَبَّدُوكِيَّةَ وَبُنْتُسَ وَأَسِيَّا
وهم عبارة عن تلك الفئة التى كانت تتحدث بالآراميه *١٨٢ ومن بقايا اليهود من بنى إسـرائيل الذين تم ترحيلهم إلى عيلام وإعتبرهم المجتمع اليهودى فى فلسطين أيام المسيح من يهود الشتات ، وكانوا قد حضروا يوم الخمسين للهيكل لتتميم الناموس بالإحتفال بالأعياد كما تقــــضى بها الشريعة اليهودية .
د.ق.جوزيف المنشاوى
----------
*١٦٦  Semetic
*١٦٧ SargonI                   
*١٦٨  
Anshan                      
 *١٦٩  
Sumerian
*١٧٠  
S.N.Kramer,History Bigins at Sumer,1958,pp.57ff.,230ff.
*١٧١  
ANET.pp455ff.,480f.
*١٧٢  
Chederlaomer*١٧٣  Kassites                 *١٧٤  Zagros                  *١٧٥  Susa
*١٧٦  
Sargon of Assyria  *١٧٧  Indo-Europeans                  *١٧٨  Teispes                        
*١٧٩  R.Ghirshman,Iran,1954       *١٨٠  Medo-Persian-Empire
 
*١٨١  A.R.Millard&J.D.Douglas his article on "elam"N.E.D.,p355.     
*١٨٢ 
CAH2,1963,I,fasc.23,IIfasc.29










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق